بمكة، ومعهم رجل من يهود تيماء (1) صحبهم للتجارة يريد مكة أو اليمن، فنظر إلى عبد المطلب فقال: إنا نجد في كتابنا الذي لم يبدل أنه يخرج من ضئضئي هذا نبي يقتلنا وقومه قتل عاد (2).
ولأبي داود من حديث إسرائيل عن سماك بن [حرب] عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتى نفر من قريش امرأة كاهنة فقالوا: أخبرينا بأقربنا شبها من صاحب هذا المقام، قالت إن جردتم على السهلة عباءة ومشيتم عليها، أنبئكم بأقربكم شبها، فجردوا عليها عباءة ثم مشوا عليها، فرأت أثر قدم محمد صلى الله عليه وسلم فقالت: هذا والله أقربكم شبها به.
قال ابن عباس رض الله عنه: فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة، ثم بعث محمد صلى الله عليه وسلم، قلت: ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ورأيت إبراهيم فإذا أقربكم شبها به أنا.
وذكر هشام بن الكلبي أن الذي نظر قدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه القدم من تلك القدم التي في المقام - يعني قدم إبراهيم عليه السلام - هو كرز بن علقمة ابن هلال (3)، الذي قفا أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين خرجا إلى الغار.
* * *