مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى جئت وثنا لنا يدعى الضماد (1) وكنا نعبده ونكلم من جوفه فكنست ما حوله ثم تمسحت به وقبلته فإذا صائح من جوفه يقول:
قل للقبائل من سليم كلها * هلك الضماد وفاز أهل المسجد (2) هلك الضماد وكان يعبد مرة * قبل الصلاة مع النبي محمد (3) إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد قال فخرجت مرعوبا حتى أتيت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر وخرجت في ثلاثمائة من قومي بني حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة فدخلنا المسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: " يا عباس كيف كان إسلامك؟ " فقصصت عليه القصة. قال فسر بذلك وأسلمت أنا وقومي (4).
ورواه الحافظ أبو نعيم في الدلائل (5) من حديث أبي بكر بن أبي عاصم عن عمرو بن عثمان به. ثم رواه أيضا من طريق الأصمعي حدثني الوصافي (6) عن منصور بن المعتمر عن قبيصة بن عمرو بن إسحاق الخزاعي عن العباس بن مرداس السلمي. قال: أول إسلامي أن مرداسا أبي لما حضرته الوفاة أوصاني بصنم له يقال [له] ضماذ فجعلته في بيت وجعلت آتيه كل يوم مرة فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعت صوتا مرسلا في جوف الليل راعني فوثبت إلى ضماد مستغيثا وإذا بالصوت من جوفه وهو يقول:
قل للقبيلة من سليم كلها * هلك الأنيس وعاش أهل المسجد أودى ضماد وكان يعبد مرة * قبل الكتاب إلى النبي محمد إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد قال فكتمته الناس فلما رجع الناس من الأحزاب بينا أنا في إبلي بطرف العقيق من ذات عرق راقدا سمعت صوتا وإذا برجل على جناح نعامة وهو يقول: النور الذي وقع ليلة الثلاثاء مع