يعني يعمرو الصامت وأخوتها حطامة (1). فقلت يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وبالهلوك من النساء وشرب الخمر. وألحت علينا السنون فأذهبن الأموال وأهزلن السراري (2) وليس لي ولد، فأدعو الله أن يذهب عني ما أجد ويأتينا بالحيا، ويهب لي ولدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" اللهم أبدله بالطرف قراءة القرآن، وبالحرام الحلال وبالإثم وبالعهر عفة وآته بالحيا وهب له ولدا " قال فاذهب الله عني ما أجد واخصبت عمان وتزوجت أربع حرائر وحفظت شطر القرآن، ووهب لي حيان بن مازن وأنشأ يقول:
إليك رسول الله خبت مطيتي * تجوب الفيافي من عمان إلى العرج لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى * فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج إلى معشر خالفت في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي وكنت امرءا بالخمر والعهر مولعا * شبابي حتى آذن الجسم بالنهج فبدلني بالخمر خوفا وخشية * وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي فأصبحت همي في الجهاد ونيتي (3) * فلله ما صومي ولله ما حجي قال فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني، وأمروا شاعرا لهم فهجاني، فقلت إن رددت عليه فإنما أهجو نفسي. فرحلت عنهم فأتتني منهم زلفة عظيمة وكنت القيم بأمورهم فقالوا يا بن عم:
عبنا عليك أمرا وكرهنا ذلك فإن أبيت ذلك فارجع وقم بأمورنا وشأنك وما تدين به. فرجعت معهم وقلت:
لبغضكم عندنا مر مذاقته * وبغضنا عندكم يا قومنا لبن لا يفطن الدهر إن بثت معائبكم * وكلكم حين يثني عيبنا فطن شاعرنا مفحم عنكم وشاعركم * في حدبنا مبلغ في شتمنا لسن ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر * وفي قلوبكم البغضاء والإحن (4) قال مازن: فهداهم الله بعد إلى الاسلام جميعا.
وروى الحافظ أبو نعيم (5) من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال إن أول خبر كان بالمدينة بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة بالمدينة كان لها تابع من الجن، فجاء في صورة طائر أبيض فوقع على حائط لهم، فقالت له لم لا تنزل إلينا فتحدثنا ونحدثك، وتخبرنا