يوسف العماني، حدثنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد الكوفي، حدثنا ضرار بن صرد، حدثنا عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد النخعي، قال: قال علي بن أبي طالب: يا سبحان الله! ما أزهد كثيرا من الناس في خير عجبا، لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة (1) فلا يرى نفسه للخير أهلا، فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخشى عقابا لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل (2) النجاح. فقام إليه رجل وقال: فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال نعم! وما هو خير منه: لما أتى بسبايا طئ وقعت جارية حمراء لعساء زلفا (3) عيطاء، شماء الانف، معتدلة القامة والهامة، درماء الكعبين خدلجة الساقين (4) لفاء الفخذين، خميصة الخصرين، ضامرة الكشحين، مصقولة المتنين. قال فلما رأيتها أعجبت بها وقلت: لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجعلها في فيئي فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت: يا محمد: إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، وأنا ابنة حاتم طيئ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا جارية هذه (5) صفة المؤمنين حقا لو كان أبوك مؤمنا (6) لترحمنا عليه، خلوا عنا فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله تعالى يجب مكارم الأخلاق. فقام أبو بردة بن ينار (7) فقال يا رسول الله، والله يحب مكارم الأخلاق؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق ".
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني عمر بن بكر عن أبي عبد الرحمن الطائي - هو القاسم بن عدي - عن عثمان عن عركى بن حليس الطائي عن أبيه عن جده وكان أخا عدي بن حاتم لامه قال قيل لنوار امرأة حاتم (8) حدثينا عن حاتم قالت كل أمره كان عجبا أصابتنا سنة حصت كل شئ فاقشعرت لها الأرض واغبرت لها السماء وضنت المراضع على أولادها وراحت الإبل حدبا حدابير ما تبض بقطرة وحلقت المال وأنا لفي ليلة صنبر بعيدة ما بين الطرفين إذ تضاغى الأصبية