يحفظونه وكانوا خمسة عشر جماعة.
وورد كتاب المعتصم فيه أمان بابك فدعا الأفشين من كان استأمن إليه من أصحابه فأعلمهم ذلك وأمرهم بالمسير إليه بالكتاب وفيهم ابنه فلم يجسر أحد منهم خوفا منهم فقال إنه يفرج بهذا الأمان فقالا نحن أعرف به منك فقام رجلان فقالا أضمن لنا أنك تجري على عيالاتنا فضمن لهما فسارا بالكتاب فلما رأياه أعلماه ما قدما له فقتل أحدهما وأمر الآخر أن يعود بالكتاب إلى الأفشين.
وكان ابنه قد كتب إليه معهما كتابا فقال لذلك الرجل قل لابن الفاعلة إن كنت ابني لحقت بي ولكنك لست ابني ولأن تعيش يوما واحدا وأنت رئيس خير نم أن تعيش أربعين سنة عبدا ذليلا وقعد في موضعه فلم يزل في تلك الغيضة حتى فنى زاده وخرج من بعض تلك الطرق وكان من عليه من الجند قد تنحوا قريبا منه وتركوا عليه أربعة نفر يحرسونه.
فبينما هم ذات يوم نصف النهار إذ خرج بابك وأصحابه فلم يروا العسكر ولا أولئك الذي يحرسون المكان فظن أن ليس هناك أحد فخرج هو وعبد الله أخوه ومعاوية وأمه وامرأة أخرى وساروا يريدون أرمينية فرآهم الحراس فأرسلوا إلى أصحابهم أننا قد رأينا فرسانا لا ندري من هم وكان أبو الساج هو المقدم عليهم فركب الناس وساروا نحوهم،