هذا للخرق والتخليط.
وكان ببغداد ابنان للمأمون مع أمهما أم عيسى ابنة الهادي وقد طلبهما المأمون من أخيه في حال السلام فمنعهما من المال الذي كان له فلما حبس أسدا قال هل في أهل بيته من يقوم مقامه فإني أكره أن أفسدهم مع نباهتهم وما تقدم من طاعتهم ونصيحتهم.
قالوا: نعمم عمه أحمد بن مزيد وهو أحسنهم طريقة له بأس ونجدة وبصر بسياسة الحرب فأنفذ إليه أحضره، فأتى الفضل فدخل عليه وعنده عبد الله بن حميد بن قحطبة وهو يريده على المسير إلى طاهر وعبد الله يشط قال أحمد فلما رآني الفضل رحب بي ورفعني إلى صدر المجلس ثم أقبل على عبد الله يداعبه ثم قال:
(إنا وجدنا إذ رث حبلكم * من آل شيبان أما دونكم وأبا) (الأكثرون إذا عد الحصى عددا * والأقربون إلينا منكم نسبا) فقال عبد الله: أقسم أنهم لكذلك وفيهم سد الخلل ونكاء العدو ودفع معرة أهل المعصية عن أهل الطاعة.
فقال له الفضل ان أمير المؤمنين أجرى ذكرك فوصفتك له بحسن الطاعة والشدة على أهل المعصية فأحب اصطناعك والتنويه باسمك وأن يرفعك إلى منزلة لم يبلغها أحد من أهل بيتك.
ثم مضى ومضيت معه إلى الأمين، فدخلنا عليه فقال لي في حبس أسد،