(ومجدولة جدل العنان خريدة * لها شعر جعد ووجه مقسم) (وثغر نقي اللون عذب مذاقه * يضيء له الظلماء ساعة تبسم) (وثديان كالحقين والبطن ضامر * خميص ووجه ناره تتضرم) (لهوت بها ليل التمام ابن خالد * وأنت بمرو الروذ غيظا تجرم) (أظل أناغيها وتحت أبت خالد * أمية نهد المركلين عثمثم) (طواه طراد الخيل في كل غارة * لها عارض فيه الأسنة ترزم) (يقارع أتراك ابن خاقان ليله * إلى أن يرى الاصباح ما يتلعثم) (فيصبح من طول الطراد وجسمه * نحيل وأضحى في النعيم أصم) (أبا كرها صهباء كالمسك ريحها * لها أرج في دنها حين يرسم) (فشتان ما بيني وبين ابن خالد * أمية في الرزق الذي الله يقسم) ثم التفت إلي فقال: أبا الحرث! أنا وإياك نجري إلى غاية إن قصرنا عنها ذممنا وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا وإنما نحن شعب من أصل إن قوي قوينا وإن ضعف ضعفنا ان هذا الرجل قد ألقى بيده إلقاء الأمة الوكعاء يشاور النساء ويعتزم على الرؤيا وقد أمكن ما معه من أهل اللهو والجسارة فهم يعدونه الظفر ويمنونه عقب الأيام والهلاك أسرع اليه من السيل إلى قيعان الوحل وقد خشيت والله أن نهلك بهلاكه ونعطب بعطبه وأنت فارس العرب وابن فارسها وقد فزع إليك في هذا الأمر
(٢٥٣)