يعرف أخبار أهل الحجاز وألقاب الأشراف ومكايد المجان فكان الرشيد لا يصبر عنه وأسكنه في قصره فجاء ذات ليلة وهو نائم فقام الرشيد إلى صلاة الفجر فكشف اللحاف عنه وقال كيف أصبحت فقال ما أصبحت بعد اذهب إلى عملك قال قم إلى الصلاة قال هذا وقت صلاة أبي الجارود وأنا من أصحاب أبي يوسف فمضى الرشيد يصلي وقام ابن أبي مريم وأتى الرشيد فرآه يقرأ في الصلاة: (ومالي لا أعبد الذي فطرني) فقال ما أدري والله فما تمالك الرشيد أن ضحك ثم قال وهو مغضب في الصلاة أيضا قال ما صنعت قال قطعت علي صلاتي قال والله ما فعلت إنما سمعت منك كلاما غمني حين قلت: (ومالي لا أعبد الذي فطرني) فقلت لا أدري فعاد الرشيد الضحكة ثم قال له إياك والقرآن والدين ولك ما شئت بعدها.
وقيل: استعمل يحيى بن خالد على بعض أعمال الخراج فدخل على الرشيد يودعه وعنده يحيى وجعفر فقال لهما الرشيد أوصياه فقال يحيى وقر وأعمر وقال جعفر انصف وانتصف فقال الرشيد اعدل وأحسن.
وقيل: حج الرشيد مرة فدخل الكعبة فرآه بعض الحجبة وهو