وأموالهم، ووقعوا على النساء، وشربوا الخمور فضج أهلها إلى رستم فقال: يا معشر فارس: والله لقد صدق العربي، والله ما أسلمنا إلا أعمالنا، والله إن العرب مع هؤلاء وهم لهم حرب أحسن سيرة منكم، إن الله كان ينصركم على العدو ويمكن لكم في البلاد بحسن السيرة وكف الظلم والإحسان، فإذا تغيرتم فلا أرى الله إلا مغيرا ما بكم، وما أنا بآمن من أن ينزع الله سلطانه منكم. وأتى ببعض من يشكي منه فضرب عنقه.
ثم سار حتى نزل الحيرة ودعا أهلها وتهددهم وهم بهم، فقال له ابن بقيلة: لا تجمع علينا أن تعجز عن نصرتنا، وتلومنا على الدفع عن أنفسنا.
ولما نزل رستم بالنجف رأي كأن ملكا نزل من السماء ومعه النبي صلى الله عليه وسلم وعمر فأخذ الملك سلاح أهل فارس فختمه ثم دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر، فأصبح رستم حزينا.
وأرسل سعد السرايا ورستم بالنجف، والجالينوس بين النجف والسيلحين، فطافت في السواد فبعث سوادا، وحميضة في مائة مائة فأغاروا علن النهرين، وبلغ رستم الخبر فأرسل إليهم خيلا، وسمع سعد أن خيله قد وغلت فأرسل عاصم بن عمرو وجابرا الأسدي في آثارهم. فلقيهم عاصم وخيل فارس تحوشهم ليخلصوا ما بأيديهم فلما رأته الفرس هربوا ورجع المسلمون بالغنائم، وأرسل سعد عمرو بن معد يكرب، وطليحة الأسدي طليعة فسارا في عشرة فلم يسيروا إلا فرسخا وبعض آخر حتى رأوا مسالحهم وسرحهم على الطفوف قد ملؤها فرجع عمرو ومن معه وأبى طليحة الا التقدم، فقالوا له: أنت رجل في نفسك غدر ولن تفلح بعد قتل عكاشة بن محصن فارجع معنا فأبن، فرجعوا إلى سعد فأخبروه بقرب القوم.
ومضى طليحة حتى دخل عسكر رستم وبات فيه يجوسه ويتوسم، فهتك