وأما أسماؤه فهي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا محمد، وأنا أحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملحمة، والعاقب، والماحي الذي يمحو الله به الكفر. والحاشر الذي يحشر الناس على قدمه. والعاقب: آخر الأنبياء.
وأما شعره وشيبه، فقال أنجس: لم يشنه الله بالشيب. وقيل كان في مقدم لحيته عشرون شعرة بيضاء ولم يخضب. قال جابر بن سمرة: وكان في مفرق رأسه شعرات بيض إذا دهنه غطاهن الدهن، وأخرجت أم سلمة شعره مخضوبا بالحناء والكتم. وقال أبو رمثة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه. وقالت أم هانىء: كان له ضفائر أربع.
ذكر شجاعته صلى الله عليه وسلم وجوده قال أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، وأسمح الناس، وأحسن الناس، وقع في المدينة فزع فركب فرسا عريانا [لأبي طلحة ما عليه سرج، وعليه السيف] فسبق الناس إليه فجعل يقول: أيها الناس لم تراعوا لم تراعوا. وقال علي بن أبي طالب: كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أقربنا إلى العدو.
وكفى بهذا شجاعة أن مثل علي الذي هو هو في شجاعته يقول: هذا، وقد تقدم في غزواته ما يستدل به على تمكنه من الشجاعة وأنه لم يقاربه فيها أحد.