12 ثم دخلت سنة اثنتي عشرة ذكر مسير خالد بن الوليد إلى العراق وصلح الحيرة في هذه السنة في المحرم منها أرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة يأمره بالمسير إلى العراق، وقيل: بل قدم المدينة من اليمامة فسيره أبو بكر إلى العراق فسار حتى نزل ببانقيا وباروسما وأتيس وصالحه أهلها. وكان الذي صالحه عليها ابن صلوبا على عشرة آلاف دينار سوى حرزة كسرى، وكانت على كل رأس أربعة دراهم، وأخذ منهم الجزية، ثم سار حتى نزل الحيرة. فخرج إليه أشرافها مع إياس بن قبيصة الطائي - وكان أميرا عليها بعد النعمان بن المنذر - فدعاهم خالد إلى الإسلام أو الجزية أو المحاربة. فاختاروا الجزية فصالحهم على تسعين ألف درهم فكانت أول جزية أخذت من الفرس في الاسلام. هي والقريات التي صالح عليها.
وقيل: إنما أمره أبو بكر أن يبدأ بالأبلة وكتب إلى عياض بن غنم أن يقصد العراق ويبدأ بالمصيخ ويدخل العراق من أعلاه، ويسير حتى يلقى خالدا، وكان المثنى بن حارثة الشيباني قد استأذن أبا بكر أن يغزو بالعراق