قبل ذلك مطرا مثله فجاء الوادي بما لا يقدر أحد يجوزه فلقد رأيتهم ينظرون إلينا ما يقدر أحد يتقدم. وقدمنا المدينة، وكان شعار المسلمين: أمت أمت، وكان عدتهم بضعة عشر رجلا.
* * * وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وبها المنذر بن ساوى فصالح المنذر على أن المجوس الجزية ولا تؤكل ذبائحهم و [لا] تنكح نساؤهم، وقيل: إن إرساله كان سنة ست من الهجرة مع الرسل الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك، وقد تقدم ذلك. وفيها كانت سرية شجاع بن وهب إلى بني عاس في شهر ربيع الأول في أربعة عشر رجلا فشن الغارة عليهم فأصابوا نعما فكان سهم كل رجل منهم خمسة عشر بعيرا. وفيها كانت سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات الأطلاح خرج في خمسة عشر رجلا فوجد بها جمعا كثيرا فدعاهم إلى الاسلام فأبوا أن يجيبوا وقتلوا أصحاب كعب ونجا حتى قدم المدينة.
وذات الأطلاح من ناحية الشام؛ وكانوا [من] قضاعة ورئيسهم رجل يقال له: سدوس.
ذكر إسلام خالد بن الوليد. وعمرو بن العاص [وعثمان بن طلحة] في هذه السنة في صفر قدم عمرو بن العاص مسلما على النبي صلى الله عليه وسلم وقدم معه خالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة العبدري.