(تداركني بعد ما قد هويت * مستمسكا بعراقي الوذم) (ولولا سدوس وقد شمرت * بي الحرب زلت بنعلي القدم) (وناديت بهراء كي يسمعوا * وليس بآذانهم من صمم) (ومن قبلها عصمت قاسط * معدا إذا ما عزيز أزم) فاحتبس الملك عنده بعض الوفد رهينة وقال للباقين: ائتوني برؤساء قومكم لآخذ عليهم المواثيق بالطاعة لي وإلا قتلت أصحابكم. فرجعوا إلى قومهم فأخبروهم الخبر فبعث كليب وائل إلى ربيعة فجمعهم واجتمعت معد عليه وهو أحد النفر الذين اجتمعت عليهم معد على ما نذكره في مقتل كليب فلما اجتمعوا عليه سار بهم وجعل على مقدمته السفاح التغلبي وهو سلمة بن خالد بن كعب بن زهير بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن تغلب وأمرهم أن يوقدوا على خزاز نارا ليهتدوا بها وخزاز جبل بطخفة ما بين البصرة إلى مكة وهو قريب من سالع وهو جبل أيضا وقال له إن غشيك العدو فأوقد نارين فبلغ مذحجا اجتماع ربيعة ومسيرها فأقلوا بجموعهم واستنفروا من يليهم من قبائل اليمن وساروا إليهم فلما سمع أهل تهامة بمسير مذحج انضموا إلى ربيعة.
ووصل مذحج إلى خزاز ليلا فرفع السفاح نارين فلما رأى كليب النارين أقبل إليهم بجموع فصبحهم فالتقوا بخزاز فاقتتلوا قتالا شديدا أكثروا فيه القتل فانهزمت مذحج وانفضت جموعها فقال السفاح في ذلك:
(وليلة بت أوقد في خزاز * هديت كتائبا متحيرات) (ضللن من السهاد وكن لولا * سهاد القوم أحسب هاديات) وقال الفرزدق يخاطب جريرا ويهجوه: