التي كنت ألبسها تكرمة لك فالبسها واكتب إلى بخبرك من منزل منزل فلبسها امرؤ القيس وسر بذلك فاسرع فيه السم وسقط جلده فلذلك سمي ذا القروح فقال امرؤ القيس في ذلك:
(لقد طمح الطماح من نحو أرضه * ليلبسني مما يلبس أبؤسا) (فلو أنها نفس تموت سوية * ولكنها نفس تساقط أنفسا) فلما وصل إلى موضع من بلاد الروم يقال له (أنقرة) احتضر بها فقال رب خطبة مسحنفره وطعنه مثعنجره وجفنه مستحيرة حلت بأرض أنقرة. ورأى قبر امرأة من بنات ملوك الروم وقد دفنت بجنب عسيب وهو جبل فقال:
(أجارتنا أن الخطوب تنوب * وإني مقيم ما أقام عسيب) (أجارتنا إنا غريبان ههنا * وكل غريب للغريب نسيب) ثم مات فدفن إلى جنب المرأة فقبره هناك.
ولما مات امرؤ القيس سار الحارث بن أبي شمر الغساني إلى السموأل بن عادياء وطالبه بأدراع امرئ القيس وكانت مائة درع وبما له عنده فلم يعطه فأخذ الحارث ابنا للسموأل فقال إما أن تسلم الدرع وإما قتلت ابنك فأبى السموأل أن يسلم إليه شيئا فقتل ابنه فقال السموأل في ذلك:
(وفيت بأدرع الكندي إني * إذا ما ذم أقوام وفيت) (وأوصى عاديا يوما بأن لا * تهدم يا سموأل ما بنيت) (بنى لي عاديا حصنا حصينا * وماء كلما شئت استقيت)