فسألاه عن نفسه فقال: إن تنكراني وتنكرا نسبي فإنني عمرو بن عدي بن تنوخية اللخمي وغدا ما ترياني في نمارة غير معصي.
فنهضا وغسلا رأسه وأصلحا حاله وألبساه ثيابا وقالا ما كنا لنهدي لجذيمة أنفس من ابن أخته فخرج به إلى جذيمة فسر به سرورا شديدا وقال لقد رأيته يوم ذهب وعليه طوق فما ذهب من عيني وقلبي إلى الساعة وأعادوا عليه الطوق فنظر إليه وقال كبر عمرو عن الطوق وأرسلها مثلا وقال لمالك وعقيل ما حكمكما قالا حكمنا منادمتك ما بقينا وبقيت فهما ندمانا جذيمة اللذان يضربان مثلا.
وكان ملك العرب بأرض الجزيرة ومشارف الشام عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة العمليقي من عاملة العمالقة فتحارب هو وجذيمة فقتل عمرو وانهزمت عساكره وعاد جذيمة سالما وملكت بعده عمرو ابنته الزباء واسمها نائلة وكان جنود الزباء بقايا العماليق وغيرهم وكان لها من الفرات إلى تدمر فلما استجمع لها أمرها واستحكم ملكها واجتمعت لغزو جذيمة تطلب بثأر أبيها فقالت لها أختها ربيبة وكانت عاقلة إن غزوت جذمية فإنما هو يوم له ما بعده والحرب سجال وأشارت بترك الحرب وإعمال الحيلة.