الإفرنج بعد هذا يقوى ويزداد ويتسع ملكهم كالاستيلاء على بعض بلاد الأندلس على ما نذكر وكأخذهم جزيرة صقلية وبلاد ساحل الشام والبيت المقدس على ما نذكره وفي آخر الأمر ملكوا القسطنطينية سنة إحدى وستمائة على ما نذكره إن شاء الله.
ومما ينبغي أن يلحق بهذا أن الطوائف من الترك اجتمعت منهم البجناك والبختي وغيرهما وقصدوا مدينة للروم قديمة تسمى (وليدر) سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وحصروها فبلغ خبرهم إلى أرمانوس فسير إليهم عسكر كثيفا فيهم من المتنصرة إثنا عشر ألفا اقتتلوا قتالا شديدا فانهزم الروم واستولى الترك على المدينة وخربوها بعد أن أكثروا القتل فيها والسبي والنهب ثم ساروا إلى القسطنطينية وحصروها أربعين يوما وأغاروا على بلاد الروم واتصلت غاراتهم إلى بلاد الإفرنج ثم عادوا راجعين.