ملوك من غير الفرس كانوا يطيعون كل من ملك بلاد الجبل وهم الأشغانيون الذين يدعون ملوك الطوائف وكان ملكهم مائتي سنة وقيل كان ملكهم ثلاثمائة وأربعين سنة ملك من هذه السنين أشك بن أشكان عشرين سنة ثم ابنه سابور ستين سنة وفي احدى وأربعين سنة من ملكه ظهر المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وأن تيطوس بن اسفيانوس ملك رومية غزا بيت المقدس بعد ارتفاع المسيح بنحو من أربعين سنة فملك بيرن الأشغاني إحدى وعشرين سنة ثم ملك جودرز الأشغاني تسعا وثمانين سنة ثم ملك نرسي الأشغاني أربعين سنة ثم ملك هرمز الأشغاني سبع عشرة سنة ثم ملك أردوان الأشغاني اثنتين وعشرين سنة ثم ملك كسرى الأشغاني أربعين سنة ثم ملك بلاش الأشغاني أربعا وعشرين سنة ثم ملك أردوان الأصغر ثلاث عشرة سنة ثم ملك اردشير بن بابك.
وقال بعضهم ملك بلاد الفرس بعد الإسكندر ملوك الطوائف الذين فرق الإسكندر المملكة بينهم وتفرد بكل ناحية من ملك عليها من حين ملكه عليها ما خلا السواد فإنه كان أربعا وخمسين سنة بعد هلاك الإسكندر في يد الروم وكان في ملوك الطوائف رجل من نسل الملوك قد ملك الجبال وأصبهان ثم غلب ولده بعد ذلك على السواد وكانوا ملوكا عليها وعلى الماهات والجبال وأصبهان كالرئيس على سائر ملوك الطوائف لأن العادة جرت بتقديمه وتقديم ولده ولذلك قصد لذكرهم في كتب سير الملوك فاقتصرنا على ذكرهم دون غيرهم فكانت مدة ملوك الطوائف مائتي سنة وستين سنة وقيل ثلاثمائة وأربعا وأربعين سنة وقيل خمسمائة وثلاثا وعشرين سنة والله أعلم.