تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي فترك هارون وأقبل على السامري وقال ما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي قال فاذهب فان لك في الحياة أن تقول لا مساس.
ثم أخذ العجل وبرده بالمبارد وأحرقه وأمر السامري فبال عليه وذراه في البحر فلما ألقى موسى الألواح ذهب ستة أسباعها وبقي سبع وطلب بنو إسرائيل التوبة فأبى الله أن يقبل توبتهم وقال لهم موسى (يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) فاقتتل الذين عبدوه والذين لم يعبدوه فكان من قتل من الفريقين شهيدا فقتل منهم سبعون ألفا وقام موسى وهارون يدعوان الله فعفا عنهم وأمرهم بالكف عن القتال وتاب عليهم وأراد موسى قتل السامري فأمره الله بتركه وقال إنه سخي فلعنه موسى.
ثم إن موسى اختار من قومه سبعين رجلا من أخيارهم وقال لهم انطلقوا معي إلى الله فتوبوا مما صنعتم وصوموا وتطهروا وخرج لهم إلى طور سيناء للميقات الذي وقته الله له فقالوا اطلب أن نسمع كلام ربنا فقال أفعل. فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه الغمام حتى تغشى الجبل