فلما رأوه قال لهم السامري: (هذا إلهكم وإله موسى فنسي) موسى وتركه ههنا وذهب يطلبه، فعكفوا عليه يعبدونه فقال لهم هارون يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري فأطاعه بعضهم وعصاه بعضهم فأقام بمن معه ولم يقاتلهم ولما ناجى الله تعالى موسى قال له ما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى قال فإنا قد فتنا قومك ومن بعدك يا موسى وأضلهم السامري فقال موسى يا رب هذا السامري قد أمرهم أن يتخذوا العجل من نفخ فيه الروح قال أنا قال فأنت اذن أضللتهم.
ثم أن موسى لما كلمه الله تعالى أحب أن ينظر إليه قال (رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) فتجلى الله تعالى (للجبل فجعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين). وأعطاه الألواح فيها الحلال والحرام والمواعظ وعاد موسى ولا يقدر أحد أن ينظر إليه وكان يجعل عليه حريرة نحو أربعين يوما ثم يكشفها لما تغشاه من النور. فلما وصل إلى قومه ورأى عبادتها العجل ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه ولحيته يجره إليه قال يا بن أم لا