فضله واحسانه فهكذا كنت ادعو على فلان وسماه هو عبد الرحمن الحداد كان يؤذيه ويسعى في أذيته عند الملك فرد الله تعالى كيده في نحره وسلط عليه جور وسمل عيناه وأحوجه الله تبارك وتعالى إليه وصار في بيته عوله عليه فسبحان المعز المذل اللهم أنت الحكم بين البرايا والعدل في القضايا إلى أن قال ووالله ما مضى لأقل العبيد زمان أضيق من هذا الزمان بالنسبة إلى نفقة المعتاد وما مضى والله ولله الحمد وقت القلب فيه اشرح والنفس فيه أقنع من هذا الوقت فوالله ما للعبد سعادة أسعد من حاجته إلى ربه ولا حال أفضل من الحال الذي اختاره صاحب الشرع صلوات الله وسلامه عليه في قوله صلى الله عليه وسلم (أجوع يوما وأشبع يوما) عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله:
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا * يحتاج فيه إلى الأنصار والخول ولو لم يكن في ذلك الا حصول الحرية من الحاجة إلى زيد وعمرو وانزال الحاجة بالمخلوق الذي ليس في يده مثقال ذرة من الامر ولله در السيد الخليل أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه حيث يقول في طلب الرجل الحاجة من أخيه فتنة فإنه ان أعطى حمد من لا يعطيه وان منع ذم إلى من لم يمنعه إشارة إلى حقيقة التوحيد فنسأل الله تعالى ان يلحقنا بمن عرفه فاستغنى به وعرف الخلق فعذرهم وأعظم ما يتمحص منه الخاطر قول العدو فعل فلان وقال فلان وصدر منه مما لم يعلم الله سبحانه وتعالى مثقال ذرة ووقوع الانسان بين غدر جاهل