بصحبته أعني ابن موسى لا سيما بعد موته فان غالب كتبه وأجزائه صارت إليه، وكان له وجاهة عند صاحب اليمن الملك الناصر أحمد بن إسماعيل واتصال، ولما دخلت اليمن في سنة ست عشرة وثمانمائة قرأ علي بجبلة في خلوته من جامعها الحديث الأول من البخاري سماعي له من ابن صديق وحدثني هو به بروايته عن والده وبيني وبينه صحبة وتودد ومكاتبات منها كتاب فيه تعزية بابني أبي زرعة محمد رحمه الله تعالى ورضي عنه فمنه بعد صدر الكتاب: وننهي بعد تأدية واجب السلام ورحمة الله وبركاته صدورها في رابع عشر ذي القعدة الحرام والخاطر عند سيدي والشوق إليه متوافر والمودة له متأكدة والدعاء مستمر ولسان الحال والمقال ينشد:
لست أنسى تلك الحقوق ولكن * لست أدري بأيهن أكافي والله تعالى يمن بتعجيل رؤيته ويتولى مكافأة صنائعه ولا يخلي من أنسه وبركاته ومن موجب تسطيرها تعريف الخاطر الكريم بما لحق من الحزن والاحتراق بما بلغنا من وفاة سيدي الولد العزيز الحبيب ابن الحبيب وما حملناه من الهم بذلك فانا لله وانا إليه راجعون فمما أكد ذلك ما سمعناه عنه من النجابة والاقبال على الاشتغال ولزوم مجالس أهله عوضه الله تعالى عن ذلك الرفيق الأعلى في مقعد الصدق وأحسن الخلافة لسيدي ووفر له الاجر والذخر وخير هذه الصدمة لما يتبعها من الاجر والمخدوم لا يحتاج إلى تنبيه على فضل الصبر وليفوض إلى من