لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٣١٦
ابن إبراهيم الرومي في يوم الاحد العشرين منه، ونائب غزة الأمير آق بردي، وناصر الدين محمد بن حسن الفاقوسي في ليلة الاثنين تاسع عشر شوال، والأمير دولات خجا الظاهري في يوم السبت أول
موفقا في نشر العلم، ملا الدنيا بمن تخرج عنده من المبرزين في الهند والحجاز والبلاد المصرية والشامية، آية في الورع ودقة النظر، وكان الشمسان القاياني والونابي يقولان: انه لا يلحقه السعد ولا السيد إذا أفاض في بحث لم يتكلموا فيه وهو الذي بحث في كتب ابن تيمية بحثا دقيقا فقام ضد التيميين بما هو معروف في التاريخ وان لم يرق ذلك لجماعة من الرواة ممن لم يطلعوا على ما دسه ابن تيمية في كتبه من البدع الفظيعة ومضوا على احسان الظن به قال السخاوي: لما سكن العلاء البخاري دمشق كان يسأل عن مقالات ابن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما يظهر له من الخطأ فيها وينفر قلبه عنه إلى أن استحكم امره عنده وصرح بتبديعه ثم بتكفيره ثم صار يصرح في مجلسه بأن من أطلق على ابن تيمية شيخ الاسلام يكفر بهذا الاطلاق اه ولم يكن تشدده عليه من جهة كلام ابن تيمية في الصوفية لأنه كان يرد على ابن عربي أيضا سواء بسواء بل من ناحية ما في كتب ابن تيمية من صريح القول بالقدم النوعي في العالم وحلول الحوادث به تعالى والجهة وغيرها مما تأباه جماهير النظار من متكلمي أهل السنة وكان يرى أن من اعتقد ان ذلك هو الاسلام مع أن الاسلام براء منه وانه هو شيخه يخرج من الدين، ولكن الظاهر أن من كان يذكره بهذا اللقب لم يكن يريد ذلك المعنى كما سيأتي، وهذا اللقب انما اصطلحوا على اطلاقه لمن إليه قضاء القضاة وان كان لقبا مبتدعا بعد الصدر الأول كما يقول الشيخ علي بن ميمون الأندلسي في كتابه (غربة الاسلام من المتفقهة والمتفقرة من أهل مصر والشام).