وأقام معالمه، وكان السلطان يشد أزره، ويقيم أمره، ويمكنه مما يتحراه من التثقيف وإقامة الأمت والأود، وبذلك كانت له الموفقية بالحصول على غايات شريفة قل من ضاهاه فيها، أو أنه اختص بها إلى عصره، وكان الشاه طهماسب يقدمه على جميع علماء عصره، وهو أهل لذلك كله، قدس الله روحيهما.
وقال المؤرخ المعاصر للشيخ المترجم، الحسن بيك روملو في تأريخه ما حاصله:
إنه لم يتح بعد الخواجة نصير الدين الطوسي لأحد من العلماء ما أتيح لشيخنا المروج، من إعلاء كلمة الحق، وتشييد المذهب، وكبح جماح المتهتكين، ومنعهم عن الفجور، وزجرهم، وإزالة البدع والمنكرات، وإقامة الفرائض والسنن، والمحافظة على الجمعة والجماعة... إلخ.
كما قرض في كتاب " نقل الرجال " و " أمل الآمل " و " لؤلؤة البحر "، وغيرهما من كتب السير والرجال.
وعن شيخنا الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة، وصفه بالإمام المحقق نادرة الزمان، ويتيمة الأوان، وكان شيخنا المترجم من علماء عهد الشاه طهماسب الصوفي، فوض إليه أمور المملكة، وكتب رقما إلى جميع الممالك بامتثال أوامر الشيخ، وأن أصل الملك إنما هو له لأنه نائب الإمام (عليه السلام)، فكان الشيخ يكتب إلى جميع البلدان كتبه ودساتيره في الخراج، وما ينبغي تدبيره في أمور الرعية، حتى أنه غير القبلة في كثير بلاد إيران باعتبار مخالفتها للمعلوم عنده.
وعن السيد الجزائري في شرحه " غوالي اللآلي " جاء مطابقا لما ذكر أعلاه.
كما نقل في " الرياض " و " المستدرك " صورة الحكم الصادر من السلطان الشاه طهماسب الصفوي إلى جميع الممالك فيها فوائد لا يستهان بها، وكان تأريخها السادس عشر من شهر ذي الحجة سنة 939، كما همش السلطان بخطه على الفرمان (1) مؤيدا، نطوي عنها روما للاختصار.