ان هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشرة خليفة كلهم من قريش (١).
وفي رواية أخرى في صحيح مسلم أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله لا يزال أمر الناس عزيزا إلى اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (٢).
وفي صحيح مسلم أيضا: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (٣).
إلى غير ذلك من الأخبار الدالة على أن الشيعة الاثنا عشرية هم الفرقة الناجية.
وجه دلالة الحديث الأول: ان العاقل لابد له من النظر في هذا الحديث الذي ذكره أساطينهم في التفاسير المعتبرة عندهم أنه كيف يتضمن النص على مخالفة الشيخين جهارا أمر النبي صلى الله عليه وآله في حياته بحضوره في قتل مثل ذلك الرجل الذي لو قتل لم يقع بين أمته صلى الله عليه وآله اختلاف أبدا، وحكم بأن أمته يتشعب ويتفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة ببقاء ذلك الرجل، اثنان وسبعون منها في النار، وعين صلى الله عليه وآله أن الناجية هم علي عليه السلام وأصحابه، فمن تمسك بغيره عليه السلام فهو هالك.
ومع ذلك كيف يجوز للعاقل أن يقلد دين من يعصي الله ورسوله ولا يمتثل أمرهما، والله تعالى يقول ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ (4) وما المعصية والانحراف أعظم من مخالفة الرسول مشافهة وموافقة الهوى.
فهل يجوز لمثله أن يكون واسطة بين الله وخلقه، ويتقربون إلى الله تعالى بواسطته، وأي مزية لمثله على سائر الفسقة الفجرة بل الكفرة، بل المتأمل في حالات الخلفاء الثلاثة وما ورد في حقهم من المطاعن والمثالب يعرف أن نسبة الكفر والفسق