المهدي المطابق اسمه وكنيته ولقبه مع النبي الأمي صلى الله عليه وآله. هذه خلاصة مذهب الإمامية في الأصول.
وأما الفروع، فإنهم قد أخذوا الأحكام الشرعية عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الأئمة المعصومين عليهم السلام المحدثين عن جدهم المتلقى عن جبرئيل أمين رب العالمين عن الله جيلا بعد جيل بطرقهم المعروفة وأسانيدهم من الاثبات والثقات يدا بيد، من دون القول بالرأي والمقاييس والاجتهادات الهوائية التي أحدثوها أصحاب المذاهب الأربعة طمعا للمال والجاه واختيارا للعاجل عن الآجل وتجارة للدين بالدنيا، فشروه بثمن بخس دراهم معدودة، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
الرابع: أنه قد ورد في الحديث النبوي الذي هو المتفق عليه بين الخاصة والعامة ان الرسول قال: افترقت أمة أخي موسى عليه السلام على أحد وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون في النار، وافترقت أمة أخي عيسى عليه السلام على اثنين وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون في النار وستفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون في النار (1).
فقد اتفق جماعة المسلمين على صدور هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله، فالناجي منها فرقة واحدة والباقي هالك، والضرورة قاضية بأن كل فرقة تدعى أنها الحق وأنها الفرقة الناجية، ولا يجوز أن يقال: جميع المسلمين كلهم على الحق، لان النبي المبعوث بهذا الدين جعل الحق مع فرقة واحدة من ثلاث وسبعين، ولا يجوز التقليد لفرقة دون أخرى، فان ذلك ترجيح من غير مرجح، فوجب على كل واحد النظر في أديان المسلمين واتباع الحق المبين، والاعراض عن متابعة دين الآباء والأمهات، كما هو طريقة أهل السنة.
فنقول: لما وقفت على المذاهب الفاسدة والآراء الكاسدة التي سبقت إليها الإشارة، يشهد كل عاقل بملاحظة أباطيلهم وأكاذيبهم مع قطر النظر عن البراهين