وأغضبها وآذى أباها وأغضبه وآذى الله بأذاها.
ومع ذلك ينكرون على الفرقة الناجية انهم ملعونون، وانما أعظم اللعن التبري الذي أنكروه، ولعن الله الذي أثبتوه، وهو من جملة العدوان الذي ارتكبوه.
وأصرح مما مر ما رواه أخطب خوارزم في مناقبه عن أبي ذر الغفاري الذي رووا عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حقه أنه قال فيه: ما أقلت الغبراء ولا أضلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ناصب عليا الخلافة بعدي كافر وقد حارب الله ورسوله (1).
انظر إلى هذا الخبر المروي من علمائهم الموصوف على لسان مثل أبي ذر الصادق عند كل فرقة المعروف في الآفاق الذي قال في حقه الرسول صلى الله عليه وآله بما عرفت، كيف تضمن النص الجلي الصريح الذي لا يحتاج إلى تأويل بكفر من ناصب عليا عليه السلام على الخلافة بعد الرسول، فان فاعل ذلك قد حارب الله ورسوله.
ومن أعجب من ذلك أنهم بعد شهادتهم بالكفر واللعن من الله يتولونهم، وينكرون على الشيعة مخالفتهم، مع أن الشيعة لعلهم لم يصرحوا بما صرح به أصحابهم من كفرهم ومحاربتهم لله ولرسوله ولعن الله لهم، ولكنهم ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم، وبما اعترفوا به من ورود الآثار النبوية المأثورة من طرقهم المعتمدة عندهم.
وما الذنب على الشيعة إذا فارقوا أئمة شهد أصحابهم عليهم بالكفر ومحاربة الله ورسوله، وتابعوا إماما شهد أعداؤه له بمحبة الله ورسوله وعداوة الله ورسوله بعدوه أن الله قد طهره من الرجس وأنهم مسؤولون عن ولايته يوم القيامة، كما في الروايات الواردة عنهم.
وشهدوا له أن الرسول قال في حقه: لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والانس كتاب ما أحصوا فضائل علي عليه السلام (2). والفضل ما شهد به