أسفا) (1).
وثالثها: أنه تضمن كذب أبي بكر، لأنه حلف أن لا يغير ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله. وقد روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين أن أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسمة النبي صلى الله عليه وآله غير أنه ما كان يعطي قرابة النبي صلى الله عليه وآله مثل ما كان يعطيهم. مع أنه حلف أن لا يغير وكذب يمينه.
ورابعها: أنه تضمن أنه أغضب فاطمة عليها السلام حتى هجرته إلى حين توفيت، وأغضب الله ورسوله وعلي بن أبي طالب عليه السلام في حقها، أما أنه أغضب عليا عليه السلام وفاطمة عليها السلام فهو شئ لا يستطيع أحد انكاره.
وأما أنه أغضب الله ورسوله، فلما رواه أحمد بن حنبل في المسند قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النظر إلى وجهك يا علي عبادة، يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، يا علي من أحبك فقد أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، الويل لمن أبغضك (2).
وانظروا إلى هذا الخبر المنقول عن مثل أحد أئمتهم الأربعة المخترع للدين المبدع بدعا في دين خير المرسلين، ونقله الخوارزمي في كتاب المناقب (3) وهو من أفضل علماء السنة، كيف تضمن أن حبيب علي عليه السلام حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وحبيبه حبيب الله وعدوه عليه السلام عدوه صلى الله عليه وآله وعدوه عدو الله.
فما الظن بعد ذلك فيمن أزاله عن مقامه، وتولى على ملك ابن عمه، وضرب زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، وهم باحراق بيتها، ومنعها ارثها من أبيها، حتى أدى ذلك إلى سبي بناتها وقتل أولادها، كما ذكره البلاذري، وهو من الجمهور في تاريخه في حكاية ما وقع في الطف، وكتابة ابن عمر إلى يزيد بن معاوية وجوابه ب " يا أحمق " إلى آخر الكتابة وابرازه العهد المعهود من أبيه إلى معاوية وكيفية وصاياه.