عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لقد كذب الوليد ولكن كانت بينه وبيننا شحناء فخشينا ان يكافئنا بالذي كان بيننا فأنزل الله في الوليد يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ان بنى فلان حيا من أحياء العرب وكان في نفسه عليهم شئ وكانوا حديثي عهد بالاسلام قد تركوا الصلاة وارتدوا وكفروا بالله قال فلم يعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا خالد بن الوليد فبعثه إليهم ثم قال ارمقهم عند الصلاة فان كان القوم قد تركوا الصلاة فشأنك بهم والا فلا تعجل عليهم قال فدنا منهم عند غروب الشمس فكمن حيث يسمع الصلاة فرمقهم فإذا هو بالمؤذن قد قام حين غربت الشمس فأذن ثم أقام الصلاة فصلوا المغرب فقال خالد بن الوليد ما أراهم الا يصلون فلعلهم تركوا غير هذه الصلاة ثم كمن حتى إذا جنح الليل وغاب الشفق أذن مؤذنهم فصلوا قال فلعلهم تركوا صلاة أخرى فكمن حتى إذا كان في جوف الليل فتقدم حتى أطل الخيل بدورهم فإذا القوم تعلموا شيئا من القرآن فهم يتهجدون به من الليل ويقرأونه ثم أتاهم عند الصبح فإذا المؤذن حين طلع الفجر قد أذن ثم أقام فقاموا فصلوا فلما انصرفوا وأضاء لهم النهار إذا هم بنواصي الخيل في ديارهم فقالوا ما هذا قالوا هنا خالد بن الوليد وكان رجلا مشنعا فقالوا يا خالد ما شأنك قال أنتم والله شأني أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له انكم كفرتم بالله وتركتم الصلاة فجعلوا يبكون فقالوا نعوذ بالله ان نكفر بالله أبدا قال فصرف الخيل وردها عنهم حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما قال الحسن فوالله لئن كانت نزلت في هؤلاء القوم خاصة انها المرسلة إلى يوم القيامة ما نسخها شئ * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة إلى بنى المصطلق يصدقهم فلم يبلغهم ورجع فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انهم عصوا فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجهز إليهم إذ جاء رجل من بنى المصطلق فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمعنا انك أرسلت إلينا ففرحنا به واستبشرنا به وانه لم يبلغنا رسولك وكذب فأنزل الله فيه وسماه فاسقا يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ قال هو ابن أبي معيط الوليد بن عقبة بعثه نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى المصطلق مصدقا فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره انهم قد ارتدوا عن الاسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره بان تثبت ولا تعجل فانطلق حتى أتاهم ليلا فبعث عيونه فلما جاءهم أخبروه انهم متمسكون بالاسلام وسمع أذانهم وصلاتهم فلما أصبحوا أتاهم خالد فرأى ما يعجبه فرجع إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر فأنزل الله في ذلك القرآن فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول التأني من الله والعجلة من الشيطان * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ان جاءكم فاسق بنبأ الآية قال إذا جاءك فحدثك ان فلانا ان فلانة يعملون كذا وكذا من مساوئ الأعمال فلا تصدقه * قوله تعالى (واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم) * أخرج عبد بن حميد والترمذي وصححه وابن مردويه عن أبي نضرة قال قرأ أبو سعيد الخدري واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم قال هذا نبيكم يوحى إليه وخيار أمتكم لو أطاعهم في كثير من الامر لعنتوا فكيف بكم اليوم * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكرنا أنفسنا وكيف لا ننكر أنفسنا والله يقول واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم قال هؤلاء أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم لو أطاعهم نبي الله في كثير من الامر لعنتوا فأنتم والله أسخف قلبا وأطيش عقولا فاتهم رجل رأيه وانتصح كتاب الله فان كتاب الله ثقة لمن أخذ به وانتهى إليه وان ما سوى كتاب الله تغرير * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم يقول لاعنت بعضكم بعضا * قوله تعالى (ولكن الله حبب إليكم الايمان) * أخرج أحمد والبخاري في الأدب والنسائي والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع الزرقي قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال النبي صلى الله عليه وسلم استووا حتى أثنى على ربى فصاروا خلفه صفوفا فقال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لما
(٨٩)