الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ٧٨
بحالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ بعصم الكوافر فطلق عمر رضي الله عنه يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلته لنا فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله انى لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر وقال أجل والله انه لجيد لقد جربت به وجربت فقال له أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد بعدو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال قد قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد أوفى لله بذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف انه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل فلحق بابى بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم الا لحق بابى بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام الا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرجم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم حتى بلغ حمية الجاهلية وكانت حميتهم انهم لم يقروا انه نبي ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينه وبين البيت * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سلمة بن الأكوع قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة ثم إن المشركين من أهل مكة راسلونا في الصلح فلما اصطلحنا واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فاضطجعت في ظلها فأتاني أربعة من مشركي أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمعضتهم وتحولت إلى شجرة أخرى فعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم فاخترطت سيفي فاشتددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم وجعلته في يدي ثم قلت والذي أكرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه الا ضربت الذي فيه عيناه ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عمى عامر برجل من العبلات يقال له مكرز من المشركين يقوده حتى وقفنا بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال دعوهم يكون لهم بدء الفجور ومنتهاه فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهن ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم * وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصل الشجرة التي قال الله في القرآن وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فاخذ سهيل بيده قال ما نعرف الرحمن ولا الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال اكتب باسمك اللهم وكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة فامسك سهيل بيده وقال لقد ظلمناك ان كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال اكتب هذا ما صالح محمد بن عبد الله فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ الله بأسماعهم ولفظ الحاكم بأبصارهم فقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا فقالوا لا فخلى سبيلهم فأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبزي قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالهدى وانتهى إلى ذي الحليفة قال له عمر يا نبي الله تدخل على قوم لك حرب بغير سلاح ولا كراع فبعث إلى المدينة فلم يدع فيها سلاحا ولا كراعا الا حمله فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل فسار حتى أتى منى فنزل بمنى فاتاه
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة شورى 2
2 سورة حم الزخرف 13
3 سورة حم الدخان 24
4 سورة الجاثية 34
5 سورة الأحقاف 37
6 سورة القتال 46
7 سورة الفتح 67
8 سورة الحجرات 83
9 سورة ق 101
10 سورة الذاريات 111
11 سورة الطور 116
12 سورة النجم 121
13 سورة القمر 132
14 سورة الرحمن 139
15 سورة الواقعة 153
16 سورة الحديد 170
17 سورة المجادلة 179
18 سورة الحشر 187
19 سورة الممتحنة 202
20 سورة الصف 212
21 سورة الجمعة 214
22 سورة المنافقون 222
23 سورة التغابن 227
24 سورة الطلاق 229
25 سورة التحريم 239
26 سورة الملك 246
27 سورة ن والقلم 249
28 سورة الحاقة 258
29 سورة سأل سائل 263
30 سورة نوح عليه السلام 267
31 سورة الجن 270
32 سورة المزمل 276
33 سورة المدثر 280
34 سورة القيامة 287
35 سورة الانسان 296
36 سورة المرسلات 302
37 سورة عم يتساءلون 305
38 سورة النازعات 310
39 سورة عبس 314
40 سورة التكوير 317
41 سورة الانفطار 322
42 سورة التطفيف 323
43 سورة الانشقاق 328
44 سورة البروج 331
45 سورة الطارق 335
46 سورة الاعلى 337
47 سورة الغاشية 342
48 سورة الفجر 344
49 سورة البلد 351
50 سورة الشمس 355
51 سورة الليل 357
52 سورة الضحى 360
53 سورة الانشراح 363
54 سورة التين 365
55 سورة اقراء 368
56 سورة القدر 370
57 سورة لم يكن الذين كفروا 377
58 سورة الزلزلة 379
59 سورة العاديات 383
60 سورة القارعة 385
61 سورة التكاثر 386
62 سورة العصر 391
63 سورة الهمزة 392
64 سورة الفيل 394
65 سورة قريش 396
66 سورة الماعون 399
67 سورة الكوثر 401
68 سورة الكافرون 404
69 سورة النصر 406
70 سورة أبى لهب 408
71 سورة الاخلاص 409
72 سورة الفلق 416
73 سورة الناس 420