الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة بأجنحتها يشترونه من الناس فان تاب قبل الله منه ورد عليه ستوره ومع كل ستر تسعة أستار فان تتابع في الذنوب قالت الملائكة ربنا انه قد غلبنا وأعذرنا فتقول الله استروا عبدي من الناس فان الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة بأجنحتها يسترونه من الناس فان تاب قبل الله منه ورد عليه ستوره ومع كل ستر تسعة أستار فان تتابع في الذنوب قالت الملائكة يا ربنا انه قد غلبنا وأعذرنا فيقول الله استروا عبدي من الناس فان الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة بأجنحتها يسترونه من الناس فان تاب قبل الله منه وان عاد قالت الملائكة ربنا انه قد غلبنا وأعذرنا فيقول الله للملائكة تخلوا عنه فلو عمل ذنبا في بيت مظلم في ليلة مظلمة في حجر أبدى الله عنه وعن عورته * واخرج الحكيم الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال المؤمن في سبعين حجابا من نور فإذا عمل خطيئة ثم تناساها حتى يعمل أخرى هتك عنه حجاب من تلك الحجب فلا يزال كلما عمل خطيئة ثم تناساها حتى يعمل أخرى هتك عنه حجاب من تلك الحجب فإذا عمل كبيرة من الكبائر هتك عنه تلك الحجب كلها الا حجاب الحياء وهو أعظمها حجابا فان تاب تاب الله عليه ورد تلك الحجب كلها فان عمل خطيئة بعد الكبائر ثم تناساها حتى يعمل الأخرى قبل أن يتوب هتك حجاب الحياء فلم تلقه الا مقيتا ممقتا فإذا كان مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه الا خائنا مخونا فإذا كان خائنا مخونا نزعت منه الرحمة فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه الا فظا غليظا فإذا كان فظا غليظا نزعت منه ربقة الاسلام فإذا نزعت منه ربقة الاسلام لم تلقه الا لعينا ملعنا شيطانا رجيما * قوله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال حرم الله ان يغتاب المؤمن بشئ كما حرم الميتة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال زعموا انها نزلت في سلمان الفارسي أكل ثم رقد فنفخ فذكر رجلان أكله ورقاده فنزلت * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ان سلمان الفارسي كان مع رجلين في سفر يخدمهما وينال من طعامهما وان سلمان نام يوما فطلبه صاحباه فلم يجداه فضربا الخباء وقالا ما يريد سلمان شيئا غير هذا ان يجئ إلى طعام معدود وخباء مضروب فلما جاء سلمان أرسلاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب لهما أداما فانطلق فاتاه فقال يا رسول الله بعثني أصحابي لتؤدمهم ان كان عندك قال ما يصنع أصحابك بالأدم قد ائتدموا فرجع سلمان فخبرهما فانطلقا فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا والذي بعتك بالحق ما أصبنا طعاما منذ نزلنا قال إنكما قد ائتدمتما سلمان بقولكما فنزلت أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال نزلت هذه الآية في رجل كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بعض الصحابة إليه يطلب منه أداما فمنع فقالوا له انه لبخيل وخيم فنزلت في ذلك * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا قال إن يقول للرجل من خلفه هو كذا يسئ الثناء عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولا يغتب بعضكم بعضا قال ذكر لنا ان الغيبة ان تذكر أخاك بما يشينه وتعيبه بما فيه فان أنت كذبت عليه فذاك البهتان يقول كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدودة ان تأكل منها فكذلك فأكره لحمها وهو حي * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله ما الغيبة قال ذكرك أخاك بما يكره قال يا رسول الله أرأيت ان كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته * وأخرج عبد بن حميد والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن المطلب بن حنطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغيبة ان تذكر المرء بما فيه فقال انما كنا نرى ان نذكره بما ليس فيه قال ذاك البهتان * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان امرأة دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرجت فقالت عائشة يا رسول الله ما أجملها وأحسنها لولا أن بها قصرا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اغتبتيها يا عائشة فقالت يا رسول الله انما قلت شيئا هو بها قال يا عائشة إذا قلت شيئا بها فهي غيبة وإذا قلت ما ليس بها فقد بهتها * وأخرج عبد بن حميد عن عون ابن عبد الله قال إذا قلت للرجل بما فيه فقد اغتبته وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته * وأخرج عبد بن حميد عن
(٩٤)