التميمي فقيها ان أولها في بنى تميم وآخرها في بنى أسد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن حبيب بن أبي عمرة قال كان بيني وبين رجل من بنى أسد كلام فقال الأسدي ان الذين ينادونك من وراء الحجرات بنى تميم أكثرهم لا يعقلون فذكرت ذلك لسعيد بن جبير قال أفلا تقول لبني أسد قال الله يمنون عليك ان أسلموا فان العرب لم تسلم حتى قوتلت ونحن أسلمنا بغير قتال فأنزل الله هذا فيهم * وأخرج عبد بن حميد من طريق قتادة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال قال رجل من بنى أسد لرجل من بنى تميم وتلا هذه الآية ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم بنى تميم لا يعقلون فلما قام التميمي وذهب قال سعيد بن جبير اما ان التميمي لو يعلم ما أنزل في بنى أسد لتكلم قلنا ما أنزل فيهم قال جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انا قد أسلمنا طائعين وان لنا حقا فأنزل الله يمنون عليك ان أسلموا الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد ان الذين ينادونك من وراء الحجرات قال اعراب من بنى تميم * وأخرج ابن منده وابن مردويه من طريق يعلى بن الأشدق عن سعد ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون قال هم الجفاة من بنى تميم لولا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدجال لدعوت الله عليهم ان يهلكهم * وأخرج ابن إسحاق وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم وفد بنى تميم وهم سبعون رجلا أو ثمانون رجلا منهم الزبرقان بن بدر وعطارد بن معبد وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث وعمرو بن أهتم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معهم عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وكان يكون في كل سدة حتى أتوا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادوه من وراء الحجرات بصوت جاف يا محمد اخرج إلينا يا محمد اخرج إلينا يا محمد اخرج إلينا فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد ان مدحنا زين وان شتمنا شين نحن أكرم العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل مدحة الله الزين وشتمه الشين وأكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فقالوا انا أتيناك لنفاخرك فذكره بطوله وقال في آخره فقام التميميون فقالوا والله ان هذا الرجل لمصنوع له لقد قام خطيبه فكان أخطب من خطيبنا وقال شاعره فكان أشعر من شاعرنا قال فيهم أنزل الله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات من بنى تميم أكثرهم لا يعقلون قال هذا كان في القراءة الأولى ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم * وأخرج ابن سعد والبخاري في الأدب وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه قال كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه فأتناول سقفها بيدي * وأخرج البخاري في الأدب وابن أبي الدنيا والبيهقي عن داود بن قيس قال رأيت الحجرات من جريد النخل مغشي من خارج بمسوح الشعر وأظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحوا من ستة أو سبعة أذرع واحزر البيت الداخل عشرة أذرع وأظن سمكه بين الثمان والسبع * وأخرج ابن سعد عن عطاء الخراساني قال أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بادخال حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم فسمعت سعيد بن المسيب رضي الله عنه يقول يومئذ والله لوددت انهم تركوها على حالها ينشأ ناس من أهل المدينة ويقدم القادم من أهل الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها وقال يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويرون ما رضى الله لنبيه ومفاتيح خزائن الدنيا بيده * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق) الآيات * أخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وابن مردويه بسند جيد عن الحارث بن ضرار الخزاعي قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الاسلام فدخلت فيه وأقررت به ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها قلت يا رسول الله ارجع إلى قومي فادعوهم إلى الاسلام وأداء الزكاة فمن استجاب لي جمعت زكاته وترسل إلى يا رسول الله رسولا يبات كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الا بان الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبعث إليه احتبس الرسول فلم يأت فظن الحارث انه قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله فدعا
(٨٧)