ابن سليمان وقد نسبوه إلى الكذب وقال الشافعي رضي الله عنه مقاتل قاتله الله تعالى وانما قال الشافعي رضي الله عنه فيه ذلك لأنه اشتهر عنه القول بالتجسيم وروى تفسير مقاتل هذا عنه أبو عصمة نوح بن أبي مريم الجامع وقد نسبوه إلى الكذب ورواه أيضا عن مقاتل الحكم بن هذيل وهو ضعيف لكنه أصلح حالا من أبى عصمة ومنها تفسير يحيى بن سلام المغربي وهو كبير في نحو ستة أسفار أكثر فيه النقل عن التابعين وغيرهم وهو لين الحديث وفيما يرويه مناكير كثيرة وشيوخه مثل سعيد بن أبي عروبة ومالك والثوري ويقرب منه تفسير سنيد بمهملة ونون مصغر واسمه الحسين بن داود وهو من طبقة شيوخ الأئمة الستة يروى عن حجاج بن محمد المصيصي كثيرا وعن انظاره وفيه لين وتفسيره نحو تفسير يحيى بن سلام وقد أكثر ابن جريج التخريج منه ومن التفاسير الواهية لوهاء رواتها التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني وهو قدر مجلدين يسنده إلى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث ورواه عن موسى عبد الغنى بن سعيد الثقفي وهو ضعيف وقد يوجد كثير من أسباب النزول في كتب المغازي فما كان منها من رواية معتمر بن سليمان عن أبيه أو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة فهو أصلح مما فيها من كتاب محمد ابن إسحاق وما كان من رواية ابن إسحاق أمثل مما فيها من رواية الواقدي انتهى قال مؤلفه رضي الله عنه وتقبل الله منه صنيعه فرغت من تبيضه يوم عيد الفطر سنة ثمان وتسعين وثمانمائة والحمد لله وحده وصلى الله عليه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم * (يقول راجي غفران المساوي مصححه محمد الزهري الغمراوي) * نحمدك اللهم حمدا يوافي در فضلك المنثور ويكافئ عقد نعمائك الذي لا يتناهى عزيز جوهره المأثور ونسألك اللهم الإعانة على تأدية شكرك والاستزادة من العبودية بالوقوف عند نهيك وأمرك ونضرع إليك ان تديم وافر صلات صلواتك وكامل رقيق تسليماتك على نقطة دائرة الوجود والواسطة في التنزلات الرحمانية لكل موجود رسولك سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين المؤيد بكلامك الذي هو النور المستضاء به والمرشد الأمين وعلى آله خير آل وأصحابه من نالوا من هديه خير منال أما بعد فقد تم بحمده تعالى طبع كتاب الدر المنثور في تفسير القرآن بالمأثور للامام الكبير والعلم الشهير من اسمه يغنى عن التنويه بشأنه وفضله لا يدرك مداه وان بالغ الواصف بقلمه ولسانه الامام عبد الرحمن بن أبي بكر الأسيوطي رحمه الله وأحله من فضله دار رضاه وهذا الكتاب لا غر وان كان أحسن مؤلف في هذا الفن وأعجب جمع من التفاسير المأثورة ما أروى الغليل وأطرب وما الأحاديث ما يستضاء بمشكاته ويهتدى بنبراسه في سور القرآن وآياته فإليه المرجع إذا تضاربت الافهام وعليه المعول في تبيين أسباب النزول والفضائل والاحكام وبالجملة فهو عزيز المثال في بابه كبير الشأن لا يشتفي الا من سلسبيل عبابه فعم بطبعه الارجاء نوره القويم وتبينت به سبل الرشاد الكريم لا سيما وقد تحلت طرره ووشيت غرره بتنوير المقباس تفسير الامام عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه مع القرآن الشريف والحجة العالية القدر المنيف وذلك بالمطبعة الميمنية بمصر المحروسة المحمية بجوار سيدي أحمد الدردير قريبا من الجامع الأزهر المنير إدارة المفتقر لعفو ربه القدير أحمد البابي الحلبي ذي العجز والتقصير وذلك في شهر شوال سنة 1314 هجرية على صاحبها أزكى الصلاة وأتم التحيه آمين
(٤٢٤)