هديت ولا معطيا لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما بعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك اللهم إني أسالك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسالك النعيم يوم العيلة والامن يوم الخوف اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب يا اله الحق * قوله تعالى (وان طائفتان) الآية * أخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق وركب حمارا وانطلق المسلمون يمشون وهي أرض سبخة فلما انطلق إليهم قال إليك عنى فوالله لقد آذاني ريح حمارك فقال رجل من الأنصار والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجال من قومه فغضب لكل منهما أصحابه فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال فأنزل فيهم وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك قال تلاحى رجلان من المسلمين فغضب قوم هذا لهذا وهذا لهذا فاقتتلوا بالأيدي والنعال فأنزل الله وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال إن الأوس والخزرج كان بينهما قتال بالسيف والنعال فأنزل الله وان طائفتان الآية * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال كانت تكون الخصومة بين الحيين فيدعوهم إلى الحكم فيأبون ان يجيئوا فأنزل الله وان طائفتان الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في رجلين من الأنصار وكانت بينهما مماراة في حق بينهما فقال أحدهما للآخر لآخذن عنوة لكثرة عشيرته وان الآخر دعاه ليحاكمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبى فلم يزل الامر حتى تدافعوا وحتى تناول بعضهم بعضا بالأيدي والنعال ولم يكن قتال بالسيوف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال كان رجل من الأنصار يقال له عمران تحته امرأة يقال لها أم زيد وانها أرادت ان تزور أهلها فحبسها زوجها وجعلها في علية له لا يدخل عليها أحد من أهلها وان المرأة بعثت إلى أهلها فجاء قومها فأنزلوها لينطلقوا بها وكان الرجل قد خرج فاستعان أهل الرجل فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت فيهم هذه الآية وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلح بينهم وفاؤا إلى أمر الله * وأخرج الحاكم والبيهقي وصححه عن ابن عمر قال ما وجدت في نفسي من شئ ما وجدت من هذه الآية انى لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن حبان السلمي قال سالت ابن عمر عن قوله وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا وذلك حين دخل الحجاج الحرم فقال لي عرفت الباغية من المبغى عليها فوالذي نفسي بيده لو عرفت المبغية ما سبقتني أنت ولا غيرك إلى نصرها أفرأيت ان كانت كلتاهما باغيتين فدع القوم يقتتلون على دنياهم وارجع إلى أهلك فإذا استمرت الجماعة فادخل فيها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إذا اقتتلت طائفة من المؤمنين ان يدعوهم إلى حكم الله وينصف بعضهم من بعض فان أجابوا حكم فيهم بكتاب الله حتى ينصف المظلوم من الظالم فمن أبى منهم ان يجيب فهو باغ وحق على امام المؤمنين والمؤمنين ان يقاتلوهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ويقروا بحكم الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قال الأوس والخزرج اقتتلوا بينهم بالعصى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قال الطائفة من الواحد إلى الألف وقال انما كانا رجلين اقتتلا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما قال كان قتالهم بالنعال والعصي فأمرهم ان يصلحوا بينهما * قوله تعالى (ان الله يحب المقسطين) أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر
(٩٠)