أن أجعل لكم في منزل كار رجل منكم تمثالا مثله فيكون في بيته فتذكرونه قالوا نعم فصور لكل أهل بيت تمثالا مثله فاقبلوا فجعلوا يذكرونه به قال وأدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به وتناسلوا ودرس أمر ذكرهم إياه حتى اتخذوه إلها يعبدونه من دون الله قال وكان أول ما عبد غير الله في الأرض ود الصنم الذي سموه بود * وأخرج عبد بن حميد عن السدى سمع مرة يقول في قول الله ولا يغوث ويعوق ونسرا قال أسماء آلهتهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وولده بنصب الواو ولا تذرن ودا بنصب الواو ولا سواعا برفع السين * وأخرج ابن عساكر عن أبي امامة قال لم يتحسر أحد من الخلائق كحسرة آدم ونوح فاما حسرة آدم فحين أخرج من الجنة وأما حسرة نوح فحين دعا على قومه فلم يبق شئ الا غرق الا ما كان معه في السفينة فلما رأى الله حزنه أوحى إليه يا نوح لا تتحسر فان دعوتك وافقت قدري * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا قال واحدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا قال أما والله ما دعا عليهم نوح حتى أوحى الله إليه انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فعند ذلك دعا عليهم ثم دعا دعوة عامة فقال رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين الا تبارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله رب اغفر لي ولوالدي قال يعنى أباه وجده * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ولمن دخل بيتي مؤمنا قال مسجدي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا تزد الظالمين الا تبارا قال خسارا * (سورة الجن مكية) * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الجن بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة قل أوحى بمكة * قوله تعالى (قل أوحى إلى) الآيات * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر والحاكم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا مالكم فقالوا أحيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب فقالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء الا شئ حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما الذي حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين ذهبوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا انا سمعنا قرآن عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله على نبيه قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن وانما أوحى إليه قول الجن * وأخرج ابن المنذر عن عبد الملك قال لم تحرس الجن في الفترة بين عيسى ومحمد فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء الدنيا ورميت الجن بالشهب فاجتمعت إلى إبليس فقال لقد حدث في الأرض حدث فتعرفوا فأخبرونا ما هذا الحدث فبعث هؤلاء النفر إلى تهامة وإلى جانب اليمن وهم أشراف الجن وسادتهم فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلى صلاة الغداة بنخلة فسمعوه يتلو القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى يعنى بذلك انه فرغ من صلاة لصبح ولوا إلى قومهم منذرين مؤمنين لم يشعر بهم حتى نزل قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن يقال سبعة من أهل نصيبين * وأخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل بن عبد الله قال كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت مدينة من حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظم الخلق يصلى نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد على السلام وقال يا سهل ان الأبدان لا تخلق الثياب وانما يخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وان هذه الجبة على منذ سبعمائة سنة لقيت بها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له ومن أنت قال أنا من الذين نزلت فيهم قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن قال كانوا من جن نصيبين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى جد ربنا
(٢٧٠)