قال الملائكة يحفظونه من الجن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك من مزاحم في قوله الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بالوحي بعث معه نفر من الملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه ان يتشبه الشيطان على صورة الملك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله الا من ارتضى من رسول قال يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه وفي قوله فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال من الملائكة وفي قوله ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم قال ليعلم نبي الله أن الرسل قد بلغت عن الله وان الله حفظها ودفع عنها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ليعلم قال ليعلم ذلك من كذب الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم * (سورة المزمل عليه السلام) * * أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت يا أيها المزمل بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة المزمل بمكة الا آيتين ان ربك يعلم انك تقوم أدنى * وأخرج أبو داود والبيهقي في السنن عن ابن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل فصلى ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر فحزرت قيامه في كل ركعة بقدر يا أيها المزمل والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها المزمل) الآيات * اخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا سموا هذا الرجل اسما تصدر الناس عنه فقالوا كاهن قالوا ليس بكاهن قالوا مجنون قالوا ليس بمجنون قالوا ساحر قالوا ليس بساحر قالوا يفرق بين الحبيب وحبيبه فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فاتاه جبريل فقال يا أيها المزمل يا أيها المدثر * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والبيهقي في سننه عن سعد بن هشام قال قلت لعائشة أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ هذه السورة يا أيها المزمل قلت بلى قالت فان الله قد افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها في السماء اثنى عشر شهرا ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عائشة قالت نزل القرآن يا أيها المزمل قم الليل الا قليل حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق فمكثوا بذلك ثمانية أشهر فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم وردهم إلى الفريضة وترك قيام الليل * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والحاكم وصححه عن جبير بن نفير قال سالت عائشة عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت ألست تقرأ يا أيها المزمل قلت بلى قالت هو قيامه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم قلما ينام من الليل لما قال الله له قم الليل الا قليلا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ومحمد ابن نصر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن نصر عن أبي عبد الرحمن السلمي قال لما نزلت يا أيها المزمل قاموا حولا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت فاقرؤا ما تيسر منه فاستراح الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير قال لما نزلت يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا مكث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره الله وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه فأنزل الله بعد عشر سنين ان ربك يعلم انك تقوم إلى قوله فأقيموا الصلاة فخفف الله عنهم بعد عشر سنين * وأخرج أبو داود في ناسخه ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في السنن من طريق عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل قم الليل الا قليلا نصفه الآية التي فيها علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر منه وناشئة الليل أوله كانت صلاتهم أول الليل يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل وذلك أن الانسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله أقوم قيلا يقول هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن وقوله ان لك في النهار سبحا طويلا يقول فراغا طويلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله يا أيها
(٢٧٦)