قتادة ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله وللرسول وذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل قال كان الفئ بين هؤلاء فنسختها الآية التي في الأنفال فقال واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فنسخت هذه الآية ما كان قبلها في سورة الحشر فجعل الخمس لمن كان له الفئ وصار ما بقى من الغنيمة لسائر الناس لمن قاتل عليها * وأخرج أبو عبيد في كتاب الأموال وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة وابن حبان وابن مردويه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال بعث إلى عمر بن الخطاب في الهاجرة فجئته فدخلت عليه فإذا هو جالس على سرير ليس بينه وبين رمل السرير فراش متكئ على وسادة من ادم فقال يا مالك انه قدم علينا أهل أبيات من قومك وإني قد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين انهم قومي وأنا أكره ان أدخل بهذا عليهم فمر به غيري فإني لأراجعه في ذلك إذ جاءه يرفأ غلامه فقال هذا عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير وعبد الرحمن بن عوف فأذن لهم فدخلوا ثم جاءه يرفأ فقال هذا على وعباس قال ائذن لهما في الدخول فدخلا فقال عباس ألا تعديني على هذا فقال القوم يا أمير المؤمنين اقض بين هذين وراح كل واحد منهما من صاحبه فان في ذلك راحة لك ولهما فجلس عمر ثم قال اتئدوا وحسر عن ذراعيه ثم قال أنشدكم بالله أيها الرهط هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا لا نورث ما تركنا صدقة ان الأنبياء لا تورث فقال القوم نعم قد سمعنا ذاك ثم أقبل على على وعباس فقال أنشدكما بالله هل سمعتما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذاك قالا نعم فقال عمر ألا أحدثكم عن هذا الامر ان الله خص نبيه من هذا الفئ بشئ لم يعطه غيره يريد أموال بنى النضر كانت نفلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لأحد فيها حق معه فوالله ما احتواها دونكم ولا استأثر بها عليكم لقد قسمها فيكم حتى كان منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخر منه قوت أهله لسنتهم ويجعل ما بقى في سبيل المال حتى توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فقال أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمل بما كان يعمل وأسير بسيرته في حياته فكان يدخر من هذا المال قنية أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم لسنتهم ويجعل ما بقى في سبل المال كما كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر حياته حتى توفى أبو بكر قلت أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وولى أبى بكر أعمل بما كان يعملان به في هذا المال فقبضتها فلما أقبلتما على وأدبرتما وبد إلى أن أدفعها إليكما أخذت عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به فيها وأبو بكر وأنا حتى دفعتها إليكما أنشدكم لله أيها الرهط هل دفعتها إليهما بذلك قالوا اللهم نعم ثم أقبل عليهما فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال فقضاء غير ذلك تلتمسان منى فلا والله لا أقضى فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فان كنتما عجزتما عنها فأدياها إلى ثم قال عمر ان الله قال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى إلى آخر الآية واتقوا الله ان الله شديد العقاب ثم قال والله ما أعطاها هؤلاء وحدهم حتى قال للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ثم والله ما جعلها لهؤلاء وحدهم حتى قال والذين تبوأوا الدار والايمان إلى المفلحون ثم والله ما أعطاها لهؤلاء وحدهم حتى قال والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا إلى قوله رحيم فقسمها هذا القسم على هؤلاء الذين ذكر قال عمر لئن بقيت ليأتين الرويعي بصنعاء حقه ودمه في وجهه * وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد وابن زنجويه معا في الأموال وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال قرأ عمر بن الخطاب انما الصدقات للفقراء والمساكين حتى بلغ عليم حكيم ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى حتى بلغ للفقراء المهاجرين إلى آخر الآية فقال هذه للمهاجرين ثم تلا والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم إلى آخر الآية فقال هذه للأنصار ثم قرأ والذين جاؤوا من بعدهم إلى آخر الآية ثم قال استوعبت هذه المسلمين عامة وليس أحد الا له في هذا المال حق الا ما تملكون من وصيتكم ثم قال لئن عشت ليأتين الراعي وهو يسير حمره نصيبه منها
(١٩٣)