ابن مسلمة فقال قائل المسلمين أشمونا من ريحه فوضع يده على ثوب كعب وقال شموا فشموا وهو يظن أنهم يعجبون بريحه ففرح بذلك فقال محمد بن مسلمة بقيت أنا أيضا فمضى إليه فاخذ بناصيته ثم قال اجلدوا عنقه فجلدوا عنقه ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا إلى النضير فقالوا ذرنا نبكي سيدنا قال لا قالوا فحزة على حزة قال نعم حزة فلما رأوا ذلك جعلوا يأخذون من بطون بيوتهم الشئ لينجوا به والمؤمنون يخربون بيوتهم من خارج ليدخلوا عليهم فلو لا أن كتب الله عليهم الجلاء قال عكرمة والجلاء يجلون منهم ليقتلهم بأيديهم وقال عكرمة ان ناسا من المسلمين لما دخلوا على بنى النضير أخذوا يقطعون النخل فقال بعضهم لبعض وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها وقال قائل من المسلمين لا يقطعون واديا ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح فأنزل الله ما قطعتم من لينة وهي النخلة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله قال ما قطعتم فبإذني وما تركتم فبإذني * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين قال كان المسلمون يخربون ما يليهم من ظاهرها ليدخلوا عليهم ويخربها اليهود من داخلها * وأخرج البيهقي في الدلائل عن مقاتل بن حيان في قول الله عز وجل يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتلهم فإذا أظهر على درب أو دار هدم حيطانها ليتسع المكان للقتال وكانت اليهود إذا غلبوا على درب أو دار نقبوها من أدبارها ثم حصنوها ودربوها فيقول الله عز وجل فاعتبروا يا أولى الابصار وقوله ما قطعتم من لينة إلى قوله وليخزي الفاسقين يعنى باللينة النخل وهي أعجب إلى اليهود من الوصف يقال لثمرها اللون فقالت اليهود عند قطع النبي صلى الله عليه وسلم نخلهم وعقر شجرهم يا محمد زعمت أنك تريد الاصلاح أفمن الاصلاح عقر الشجر وقطع النخل والفساد فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ووجد المسلمون من قولهم في أنفسهم من قطعهم النخل خشية أن يكون فسادا فقال بعضهم لبعض لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا فقال الذين يقطعونها نغيظهم بقطعها فأنزل الله ما قطعتم من لينة يعنى النخل فبإذن الله وما تركتم قائمة على أصولها فبإذن الله فطابت نفس النبي صلى الله عليه وسلم وأنفس المؤمنين وليخزي الفاسقين يعنى يهود أهل النضير وكان قطع النخل وعقر الشجر خزيا لهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم قال ما صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعجبهم خشبة الا أخذوها فكان ذلك تخريبها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يخربون بيوتهم من داخل الدار لا يقدرون على قليل ولا كثير ينفعهم الا خربوه وأفسدوه لئلا يدعوا شيئا ينفعهم إذا رحلوا وفي قوله وأيدي المؤمنين ويخرب المؤمنون ديارهم من خارجها كيما يخلصوا إليهم وفي قوله ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا قال لسلط عليهم فضربت أعناقهم وسبيت ذراريهم ولكن سبق في كتابه الجلاء لهم ثم أجلوا إلى أذرعات وأريحاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين قال كانت بيوتهم مزخرفة فحسدوا المسلمين أن يسكنوها وكانوا يخربونها من داخل والمسلمون من خارج * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال الجلاء خروج الناس من البلد إلى البلد * وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس ما قطعتم من لينة قال هي النخلة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عطية وعكرمة ومجاهد وعمرو بن ميمون مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله من لينة قال نوع من النخل * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال اللبنة ما دون العجوة من النخل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الزهري قال اللينة ألوان النخل كلها الا العجوة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ما قطعتم من لينة قال نخلة أو شجرة * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه قرأ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قواما على أصولها * وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرق بعض أموال بنى النضير فقال قائل فهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال قطع المسلمون يومئذ النخل وامسك أناس كراهية ان يكون فسادا فقالت اليهود الله أذن لكم في الفساد فقال الله ما قطعتم من لينة قال واللينة ما خلا العجوة من النخل إلى قوله وليخزي
(١٩١)