الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ١٩٠
إليهم نزلوا على عهد بينهم وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم على أن يجلوهم وأهليهم ويأخذوا أموالهم وأرضيهم فأجلوا ونزلوا خيبر وكان المسلمون يقطعون النخل فحدثني رجال من أهل المدينة انها نخل صفر كهيئة الدفل تدعى اللينة فاستنكر ذلك المشركون فأنزل الله عذر المسلمين ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فيأذن الله وليخزي الفاسقين فاما قول الله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال لم يسيروا إليهم على خيل ولا ركاب انما كانوا في ناحية المدينة وبقيت قريظة بعدهم عاما أو عامين على عهد بينهم وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء المشركون يوم الأحزاب أرسل المشركون إليهم أن اخرجوا معنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليهم اليهود أن أرسلوا إلينا بخمسين من رهنكم فجاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى المسلمين فحدثهم وكان نعيم يأمن في المسلمين والمشركين فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم قد أرسلوا إلى المشركين يسألونهم خمسين من رهنهم ليخرجوا جوامعهم فأبوا أن يبعثوا إليهم بالرهن فصاروا حربا للمسلمين والمشركين فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وخوات بن جبير فلما أتياهم قال عظيمهم كعب بن الأشرف انه قد كان لي جناحان فقطعتم أحدهما فاما ان تردوا على جناحي واما أن أتخذ عليكم جناحا فقال خوات بن جبير انى لأهم ان أطعنه بحربتي فقال له سعد اذن يسبق القوم ويأخذوني فمنعه فرجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثاه بالذي كان من أمرهما وأذن الله فيهم ورجع الأحزاب ووضع النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه فاتاه جبريل فقال والذي أنزل عليك الكتاب ما نزلت عن ظهرها منذ نزل بك المشركون حتى هزمهم الله فسر فان الله قد أذن لك في قريظة فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه فقال لهم يا إخوة القردة والخنازير فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان من القبيلة الذين هم حلفاؤهم فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتقسم غنائمهم وأموالهم ويذكرون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حكم يحكم الله فضرب أعناقهم وقسم غنائمهم وأموالهم * وأخرج عبد ابن حميد عن يحيى بن سعيد قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير في حاجة فهموا به فأطلعه الله على ذلك فندب الناس إليهم فصالحهم على أن لهم الصفراء والبيضاء وما أقلت الإبل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم النخل والأرض والحلقة قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار منها شيئا الا سهل بن حنيف وأبا دجانة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا يوما لي النضير ليسألهم كيف الدية فيهم فلما لم يروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير أحد أبرموا بينهم على أن يقتلوه ويأخذوا أصحابه أسارى ليذهبوا بهم إلى مكة ويبيعوهم من قريش فبينما هم على ذلك إذ جاء جاء من اليهود من المدينة فلما رأى أصحابه يأتمرون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ما تريدون قالوا نريد أن نقتل محمدا ونأخذ أصحابه فقال لهم وأين محمد قالوا هذا محمد قريب فقال لهم صاحبهم والله لقد تركت محمدا داخل المدينة فاسقط بأيديهم وقالوا قد أخبر أنه انقطع ما بيننا وبينه من العهد فانطلق منهم ستون حبرا ومنهم حيى بن أخطب والعاصي بن واثل حتى دخلوا على كعب وقالوا يا كعب أنت سيد قومك ومدحهم احكم بيننا وبين محمد فقال لهم كعب أخبروني ما عندكم قالوا نعتق الرقاب ونذبح الكوماء وأن محمدا انبتر من الاهل والمال فشرفهم كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقلبوا فأنزل اله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى فلن تجد له نصيرا ونزل عليه لما أرادوا أن يقتلوه يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكفيني كعباد فقال ناس من أصحابه فيهم محمد بن مسلمة نحن نكفيك يا رسول الله ونستحل منك شيئا فجاؤه فقالوا يا كعب ان محمدا كلفنا الصدقة فبعنا شيئا قال عكرمة فهذا الذي استحلوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم كعب ارهنوني أولادكم فقالوا ان ذاك عار فينا غدا تبيح أن يقولوا عبد وسق ووسقين وثلاثة قال كعب فاللامة قال عكرمة وهي السلاح فأصلحوا أمرهم على ذلك فقالوا موعد ما بيننا وبينك القابلة حتى إذا كانت القابلة راحوا إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المصلى يدعو لهم بالظفر فلما جاؤوا نادوه يا كعب وكان عروسا فأجابهم فقالت امرأته وهي بنت عمير أين تنزل قد أشم الساعة ريح الدم فهبط وعليه محلفة مورسة وله ناصية فلما نزل إليهم قال القوم ما أطيب ريحك ففرح بذلك فقام إليه محمد
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة شورى 2
2 سورة حم الزخرف 13
3 سورة حم الدخان 24
4 سورة الجاثية 34
5 سورة الأحقاف 37
6 سورة القتال 46
7 سورة الفتح 67
8 سورة الحجرات 83
9 سورة ق 101
10 سورة الذاريات 111
11 سورة الطور 116
12 سورة النجم 121
13 سورة القمر 132
14 سورة الرحمن 139
15 سورة الواقعة 153
16 سورة الحديد 170
17 سورة المجادلة 179
18 سورة الحشر 187
19 سورة الممتحنة 202
20 سورة الصف 212
21 سورة الجمعة 214
22 سورة المنافقون 222
23 سورة التغابن 227
24 سورة الطلاق 229
25 سورة التحريم 239
26 سورة الملك 246
27 سورة ن والقلم 249
28 سورة الحاقة 258
29 سورة سأل سائل 263
30 سورة نوح عليه السلام 267
31 سورة الجن 270
32 سورة المزمل 276
33 سورة المدثر 280
34 سورة القيامة 287
35 سورة الانسان 296
36 سورة المرسلات 302
37 سورة عم يتساءلون 305
38 سورة النازعات 310
39 سورة عبس 314
40 سورة التكوير 317
41 سورة الانفطار 322
42 سورة التطفيف 323
43 سورة الانشقاق 328
44 سورة البروج 331
45 سورة الطارق 335
46 سورة الاعلى 337
47 سورة الغاشية 342
48 سورة الفجر 344
49 سورة البلد 351
50 سورة الشمس 355
51 سورة الليل 357
52 سورة الضحى 360
53 سورة الانشراح 363
54 سورة التين 365
55 سورة اقراء 368
56 سورة القدر 370
57 سورة لم يكن الذين كفروا 377
58 سورة الزلزلة 379
59 سورة العاديات 383
60 سورة القارعة 385
61 سورة التكاثر 386
62 سورة العصر 391
63 سورة الهمزة 392
64 سورة الفيل 394
65 سورة قريش 396
66 سورة الماعون 399
67 سورة الكوثر 401
68 سورة الكافرون 404
69 سورة النصر 406
70 سورة أبى لهب 408
71 سورة الاخلاص 409
72 سورة الفلق 416
73 سورة الناس 420