إليهم نزلوا على عهد بينهم وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم على أن يجلوهم وأهليهم ويأخذوا أموالهم وأرضيهم فأجلوا ونزلوا خيبر وكان المسلمون يقطعون النخل فحدثني رجال من أهل المدينة انها نخل صفر كهيئة الدفل تدعى اللينة فاستنكر ذلك المشركون فأنزل الله عذر المسلمين ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فيأذن الله وليخزي الفاسقين فاما قول الله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال لم يسيروا إليهم على خيل ولا ركاب انما كانوا في ناحية المدينة وبقيت قريظة بعدهم عاما أو عامين على عهد بينهم وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء المشركون يوم الأحزاب أرسل المشركون إليهم أن اخرجوا معنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليهم اليهود أن أرسلوا إلينا بخمسين من رهنكم فجاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى المسلمين فحدثهم وكان نعيم يأمن في المسلمين والمشركين فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم قد أرسلوا إلى المشركين يسألونهم خمسين من رهنهم ليخرجوا جوامعهم فأبوا أن يبعثوا إليهم بالرهن فصاروا حربا للمسلمين والمشركين فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وخوات بن جبير فلما أتياهم قال عظيمهم كعب بن الأشرف انه قد كان لي جناحان فقطعتم أحدهما فاما ان تردوا على جناحي واما أن أتخذ عليكم جناحا فقال خوات بن جبير انى لأهم ان أطعنه بحربتي فقال له سعد اذن يسبق القوم ويأخذوني فمنعه فرجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثاه بالذي كان من أمرهما وأذن الله فيهم ورجع الأحزاب ووضع النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه فاتاه جبريل فقال والذي أنزل عليك الكتاب ما نزلت عن ظهرها منذ نزل بك المشركون حتى هزمهم الله فسر فان الله قد أذن لك في قريظة فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه فقال لهم يا إخوة القردة والخنازير فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان من القبيلة الذين هم حلفاؤهم فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتقسم غنائمهم وأموالهم ويذكرون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حكم يحكم الله فضرب أعناقهم وقسم غنائمهم وأموالهم * وأخرج عبد ابن حميد عن يحيى بن سعيد قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير في حاجة فهموا به فأطلعه الله على ذلك فندب الناس إليهم فصالحهم على أن لهم الصفراء والبيضاء وما أقلت الإبل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم النخل والأرض والحلقة قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار منها شيئا الا سهل بن حنيف وأبا دجانة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا يوما لي النضير ليسألهم كيف الدية فيهم فلما لم يروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير أحد أبرموا بينهم على أن يقتلوه ويأخذوا أصحابه أسارى ليذهبوا بهم إلى مكة ويبيعوهم من قريش فبينما هم على ذلك إذ جاء جاء من اليهود من المدينة فلما رأى أصحابه يأتمرون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ما تريدون قالوا نريد أن نقتل محمدا ونأخذ أصحابه فقال لهم وأين محمد قالوا هذا محمد قريب فقال لهم صاحبهم والله لقد تركت محمدا داخل المدينة فاسقط بأيديهم وقالوا قد أخبر أنه انقطع ما بيننا وبينه من العهد فانطلق منهم ستون حبرا ومنهم حيى بن أخطب والعاصي بن واثل حتى دخلوا على كعب وقالوا يا كعب أنت سيد قومك ومدحهم احكم بيننا وبين محمد فقال لهم كعب أخبروني ما عندكم قالوا نعتق الرقاب ونذبح الكوماء وأن محمدا انبتر من الاهل والمال فشرفهم كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقلبوا فأنزل اله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى فلن تجد له نصيرا ونزل عليه لما أرادوا أن يقتلوه يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكفيني كعباد فقال ناس من أصحابه فيهم محمد بن مسلمة نحن نكفيك يا رسول الله ونستحل منك شيئا فجاؤه فقالوا يا كعب ان محمدا كلفنا الصدقة فبعنا شيئا قال عكرمة فهذا الذي استحلوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم كعب ارهنوني أولادكم فقالوا ان ذاك عار فينا غدا تبيح أن يقولوا عبد وسق ووسقين وثلاثة قال كعب فاللامة قال عكرمة وهي السلاح فأصلحوا أمرهم على ذلك فقالوا موعد ما بيننا وبينك القابلة حتى إذا كانت القابلة راحوا إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المصلى يدعو لهم بالظفر فلما جاؤوا نادوه يا كعب وكان عروسا فأجابهم فقالت امرأته وهي بنت عمير أين تنزل قد أشم الساعة ريح الدم فهبط وعليه محلفة مورسة وله ناصية فلما نزل إليهم قال القوم ما أطيب ريحك ففرح بذلك فقام إليه محمد
(١٩٠)