وكان لي بنون وإخوة بمكة فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكي أدفع عنهم فقال عمر ائذن لي يا رسول الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإنه قد شهد بدرا وانك لا تدرى لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم ما عملتم فأنزل الله في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة حتى بلغ لقد كان لكم في رضى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وأخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عروة مرسلا * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الفتح الا أربعة عبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة فذكر الحديث قال وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم لحفظ عياله وكان له بها عيال فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فلقياها في الطريق ففتشاها فلم يقدرا على شئ معها فأقبلا راجعين ثم قال أحدهما لصاحبه والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها فرجعا إليها فسلا سيفهما فقالا والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب فأنكرت ثم قالت أدفعه إليكما على أن لا ترد انى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلا ذلك منها فحلت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه فدعا الرجل فقال ما هذا الكتاب فقال أخبرك يا رسول الله انه ليس من رجل ممن معك الا وله بمكة من يحفظ عياله فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين كتابا يذكر فيه مسير النبي صلى الله عليه وسلم فبعث به مع امرأة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبها فاخذ الكتاب منها فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا حاطبا فقال أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم يا رسول الله أما والله انى لمؤمن بالله وبرسوله وما كفرت منذ أسلمت ولا شككت منذ استيقنت ولكني كنت أمرأ لا نسب لي في القوم انما كنت حليفهم وفي أيديهم من أهلي ما قد علمت فكتبت إليهم بشئ قد علمت أن لن يغنى عنهم من الله شيئا أراده أن أدرأ به عن أهلي وما لي فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله خل عنى وعن عدو الله هذا المنافق فاضرب عنقه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا عرف عمر انه قد غضب ثم قال ويحك يا عمر بن الخطاب وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل موطن من مواطن الخير فقال للملائكة اشهدوا انى قد غفرت لأعبدي هؤلاء فليعملوا ما شاؤوا قال عمر الله ورسوله أعلم قال إنهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر * وأخرج أحمد وعبد بن حميد عن جابر ان حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم فدل النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها فاخذ كتابها من رأسها فقال يا حاطب أفعلت قال نعم أما انى لم أفعل غشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له غير انى كنت غريبا بين ظهرانيهم وكانت والدتي معهم فأردت ان أخدمها عندهم فقال له عمر الا أضرب رأس هذا قال أتقتل رجلا من أهل بدر وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر وقال اعملوا ما شئتم * واخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي عن جابر ان عبد الحاطب بن أبي بلتعة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشتكي حاطبا فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت لا يدخلها فإنه قد شهد بدرا والحديبية * وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال اسم الذي أنزلت فيه يا أيها آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء حاطب ابن أبي بلتعة * واخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يحذرهم سيرورة رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فاطلع الله نبيه على ذلك فقال له نبي الله ما حملك على الذي صنعت قال اما والله ما شككت في أمرى ولا ارتبت فيه ولكن كان لي هناك مال وأهل فأردت مصانعة قريش على أهلي وما لي وذكر لنا انه كان حليفا لقريش ولم يكن من أنفسهم فأنزل الله القرآن وقال إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء إلى قوله قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه الا قول
(٢٠٤)