(والباطن) بلطفه وغوامض حكمته وباهر صفاته التي لا تصل إلى معرفتها على - ما هي عليه - الأوهام وباقي الآية تقدم تفسير نظيره.
وقوله تعالى: (وهو معكم أين ما كنتم) معناه: بقدرته وعلمه وإحاطته وهذه آية جمعت الأمة على هذا التأويل فيها وباقي الآية بين.
وقوله سبحانه: (آمنوا بالله ورسوله...) الآية أمر للمؤمنين بالثبوت على الإيمان ويروى أن هذه الآية نزلت في غزوة العسرة قاله الضحاك وقال الإشارة بقوله: (فالذين آمنوا منكم وأنفقوا) إلى عثمان بن عفان يريد: ومن في معنا كعبد الرحمن بن عوف وغيره.
وقوله: (مما جعلكم مستخلفين فيه) تزهيد وتنبيه على أن الأموال إنما تصير إلى الانسان من غيره ويتركها لغيره وليس له من ذلك الا ما أكل فأفنى أو تصدق فأمضى ويروى أن رجلا مر بأعرابي له إبل فقال له يا أعرابي لمن هذه الإبل؟ قال هي لله عندي فهذا موفق مصيب أن صحب قوله عمله.
وقوله سبحانه: (ومالكم لا تؤمنون بالله...) الآية توطئة لدعائهم (رضي الله عنهم) لأنهم أهل هذه الرتب الرفيعة وإذا تقرر ان الرسول يدعوهم وأنهم ممن أخذ الله ميثاقهم فيكف يمتنعون من الإيمان؟.
وقوله: (إن كنتم مؤمنين) أي: إن دمتم على إيمانكم و (الظلمات) الكفر (والنور) الإيمان وباقي الآية وعد وتأنيس.
وقوله تعالى: (وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض)