من المقربين الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض روحه فيه ونحوه عن الحسن انتهى.
فإن أردت يا أخي اللحوق بالمقربين والكون في زمرة السابقين فاطرح عنك دنياك واقبل على ذكر مولاك واجعل الآن الموت نصب عينيك قال الغزالي وإنما علامة التوفيق أن يكون الموت نصب عينيك لا تغفل عنه ساعة فليكن الموت على بالك يا مسكين فإن السير حاث بك وأنت غافل عن نفسك ولعلك قاربت المنزل وقطعت المسافة فلا يكن اهتمامك إلا بمبادرة العمل اغتناما لكل نفس أمهلت فيه انتهى من " الأحياء " قال ابن المبارك في " رقائقه " أخبرنا سفيان عن ليث عن مجاهد قال ما من ميت يموت إلا عرض عليه أهل مجلسه: إن كان من أهل الذكر فمن أهل الذكر وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو انتهى.
وقوله تعالى: (فسلام لك من أصحاب اليمين): عبارة تقتضي جملة مدح وصفة تخلص وحصول عال من المراتب والمعنى ليس في أمرهم إلا السلام والنجاة من العذاب وهذا كما تقول في مدح رجل: أما فلان فناهيك به فهذا يقتضي جملة غير مفصلة من مدحه وقد اضطربت عبارات المتأولين في قوله تعالى: (فسلام لك) فقال قوم: المعنى فيقال له سلام لك إنك من أصحاب اليمين وقال الطبري: (فسلام لك): أنت من أصحاب اليمين وقيل: المعنى فسلام لك يا محمد أي لا ترى فيهم إلا السلامة من العذاب.
(ت) ومن حصلت له السلامة من العذاب فقد فاز دليله (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) [آل عمران: 185] قال (ع) فهذه الكاف في (لك) إما أن تكون للنبي صلى الله عليه وسلم وهو الأظهر ثم لكل معتبر فيها من أمته وأما أن تكون لمن يخاطب من