مخاطبة لقرينه على جهة التوبيخ كأنه يقول: أين الذي كنت تقول من أنا نموت وليس بعد الموت عقاب ولا عذاب ويكون قوله تعالى (إن هذا لهو الفوز العظيم) إلى قوله (العاملون) يحتمل أن يكون من خطاب المؤمن لقرينه وإليه ذهب قتادة ويحتمل أن يكون من خطاب الله تعالى لمحمد عليه السلام وأمته ويقوى هذا قوله (لمثل هذا فليعمل العاملون) وهو حض على العمل والآخرة ليست بدار عمل.
وقوله تعالى (أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم) المراد بالآية تقرير قريش والكفار قال (ع) وفي بعض البلاد الجدبة المجاورة للصحارى عند شجرة مرة مسمومة لها لبن إن مس جسم أحد تورم ومات منه في أغلب الأمر تسمى شجرة الزقوم والتزقم لأنه في كلام العرب البلع على شدة وجهد.
وقوله تعالى (إنا جعلناها فتنة للظالمين) قال قتاد ومجاهد والسدي يريد أبا جهل ونظراءه أخبرنا وقد تقدم بيان ذلك.
وقوله تعالى (كأنه رؤس الشياطين) اختلف في معناه فقالت فرقة شبه طلعها بثمر شجرة معروفة يقال لها " رؤس الشياطين " وهي بناحية اليمن يقال لها " الأستن " وقالت فرقة شبه برؤوس صنف من الحيات يقال لها الشياطين وهي ذوات أعراف وقالت فرقة شبه بما استقر في النفوس من كراهة رؤوس الشياطين وقبحها وإن كانت لا ترى لأن الناس إذا وصفوا شيئا بغاية القبح قالوا كأنه شيطان ونحو هذا قول امرئ القيس [الطويل]