وقوله سبحانه: (الذي جعل مع الله...) الآية يحتمل أن يكون (الذي) بدلا من (كفار) أو صفة له ويقوى عندي أن يكون (الذي) ابتدأ ويتضمن القول حينئذ بني آدم والشياطين المغوين لهم في الدنيا ولذلك تحرك القرين الشيطان المغوي فرام ان يبرئ نفسه ويخلصها بقوله: (ربنا ما أطغيته).
وقوله: (ربنا ما أطغيته) ليست بحجة لأنه كذب ان نفى الإطغاء سعيد عن نفسه جملة وهو قد أطغاه بالوسوسة والتزيين وأطغاه الله بالخلق والاختراع حسب سابق قضائه الذي هو عدل منه سبحانه لا رب غيره.
وقوله سبحانه: (لا تختصموا لدي) معناه قال الله: لا تختصموا لدي بهذا النوع من المقاولة التي لا تفيد شيئا (وقد قدمت إليكم بالوعيد) وهو ما جاءت به الرسل والكتب وجمع الضمير لأنه مخاطبة لجميع القرناء إذ هو امر شائع لا يقف على اثنين فقط.
وقوله سبحانه: (ما يبدل القول لدي) أي: لا ينقص ما أبرمه كلامي من تعذيب الكفرة ثم أزال سبحانه موضع الاعتراض بقوله: (وما انا بظلام للعبيد) أي هذا عدل فيهم لأني أنذرت وأمهلت وأنعمت وقرأ الجمهور " يوم نقول " بالنون وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر بالياء وهي قراءة أهل المدينة قال (ع) والذي يترجح في قول جهنم: (هل من مزيد) انها حقيقة وانها قالت ذلك وهي غير ملأى وهو قول انس بن مالك ويبين ذلك الحديث الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم " يقول الله لجهنم هل امتلأت؟ وتقول هل من مزيد حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول قط قط وينزوي بعضها إلى بعض " ولفظ البخاري عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم