الامر لهؤلاء الحاضرين.
(ت) وعبارة البخاري " فنقبوا " ضربوا وقال الداودي وعن أبي عبيدة " فنقبوا في البلاد " طافوا وتباعدوا انتهى.
وقوله تعالى: (ان في ذلك) يعني: اهلاك من مضى (لذكرى) أي تذكرة والقلب عبارة عن العقل إذ هو محله والمعنى لمن كان له قلب واع ينتفع به وقال الشبلي: معناه قلب حاضر مع الله لا يغفل عنه طرفة عين.
وقوله تعالى: (أو ألقى السمع وهو شهيد) معناه: صرف سمعه إلى هذه الانباء الواعظة وأثبته في سماعها (وهو شهيد) قال بعض المتأولين معناه وهو مشاهد مقبل على الأمر غير معرض ولا مفكر في غير ما يسمع.
(ت) ولفظ البخاري (أو ألقى السمع) أي لا يحدث نفسه بغيره (شهيد) أي: شاهد بالقلب انتهى قال المحاسبي في " رعايته " وقد أحببت ان أحضك على حسن الاستماع لتدرك به الفهم عن الله عز وجل في كل ما دعاك إليه فإنه تعالى أخبرنا في كتابه ان من استمع كما يحب الله تعالى ويرضى كان له فيما يستمع إليه ذكرى يعني اتعاظا وإذا سمى الله عز وجل لاحد من خلقه شيئا فهو له كما سمى وهو واصل إليه كما أخبر قال عز وجل (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) قال مجاهد شاهد القلب لا يحدث نفسه بشئ ليس بغائب القلب فمن استمع إلى كتاب الله عز وجل أو إلى حكمة أو إلى علم أو إلى عظة لا يحدث نفسه بشئ غير ما يستمع إليه قد اشهد قبله ما استمع إليه يريد الله عز وجل به كان له فيه ذكرى لأن الله تعالى قال ذلك فهو كما قال عز وجل انتهى كلام المحاسبي وهو در نفيس فحصله واعمل به ترشد وقد وجدناه كما قال وبالله التوفيق.