مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه الا بكت عليه السماء والأرض ثم قرأ هذه الآية وقال إنهما لا يبكيان على كافر " قال الداوودي وعن مجاهد ما مات مؤمن الا بكت عليه السماء والأرض وقال أفي هذا عجب وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل انتهى.
وروى ابن المبارك في " رقائقه " قال أخبرنا الأوزاعي قال حدثني عطاء الخراساني قال ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض الا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت انتهى وروى ابن المبارك أيضا عن أبي عبيد صاحب سليمان " ان العبد المؤمن إذا مات تنادت بقاع الأرض عبد الله المؤمن مات قال: فتبكي عليه السماء والأرض فيقول الرحمن تبارك وتعالى: ما يبكيكما على عبدي فيقولان يا ربنا لم يمش على ناحية منا قط الا وهو يذكرك " آه.
و (منظرين) أي مؤخرين (والعذاب المهين) هو ذبح الأبناء والتسخير وغير ذلك.
وقوله (على علم) أي على شئ قد سبق عندنا فيهم وثبت في علمنا أنه سينفذ ويحتمل أن يكون معناه على علم لهم وفضائل فيهم على العالمين أي عالمي زمانهم بدليل ان أمة محمد خير أمة أخرجت للناس (وآتيناهم من الآيات) لفظ جامع لما اجرى الله من الآيات على يدي موسى ولما أنعم به على بني إسرائيل والبلاء في هذا الموضع الاختبار والامتحان كما قال تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) [الأنبياء: 35] الآية (ومبين) بمعنى بين ثم ذكر تعالى قريشا على جهة الانكار لقولهم وانكارهم للبعث فقال: (إن هؤلاء ليقولون * ان هي) أي ما هي (الا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين) أي: بمبعوثين وقول قريش (فأتوا بآياتنا) مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم طلبوا منه ان يحيي الله لهم بعض آبائهم وسموا له قصيا وغيره كي يسألوهم عما رأوا في أخرتهم.