الآخرة هو التباين الحقيقي في المنازل قال الفخر بين تعالى أن كل ذلك متاع الحياة الدنيا وأما الآخرة فهي باقية دائمة وهي عند الله وفي حكمه للمتقين المعرضين عن حب الدنيا المقبلين على حب المولى انتهى.
وقوله عز وجل: (ومن يعش عن ذكر الرحمن) الآية وعشا يعشو معناه: قل الابصار منه ويقال أيضا عشي الرجل يعشى إذا فسد بصره فلم ير أو لم ير الا قليلا فالمعنى في الآية ومن يقل بصره في شرع الله ويغمض جفونه عن النظر في ذكر الرحمن أي فيما ذكر به عباده أي فيما أنزله من كتابه وأوحاه إلى نبيه.
وقوله: (نقيض له شيطانا) أي نيسر له ونعد وهذا هو العقاب على الكفر بالحتم وعدم الفلاح وهذا كما يقال ان الله تعالى يعاقب على المعصية بالتزيد في المعاصي ويجازي على الحسنة بالتزيد من الحسنات وقد روى هذا المعنى مرفوعا قال * ص * (ومن يعش) الجمهور بضم الشين أي يتعام ويتجاهل ف (من) شرطية و (يعش) مجزوم بها و (نقيض) جواب (من) انتهى والضمير في قوله:
(وانهم) عائد على الشياطين وفيما بعده عائد على الكفار وقرأ نافع وغيره " حتى إذا جاءنا " على التثنية يريد العاشي والقرين قاله قتادة وغيره وقرأ أبو عمرو وغيره " جاءنا " يريد العاشي وحده وفاعل (قال) هو العاشي قال الفخر: وروى أن الكافر