وذكر الطبري عن قوم أن الأمة الطريقة ثم ضرب الله المثل لنبيه محمد - عليه السلام - وجعل له الأسوة فيمن مضى من النذر والرسل وذلك أن المترفين من قومهم وهم أهل التنعم والمال قد قابلوهم بمثل هذه المقالة وفي قوله عز وجل (فانتقمنا منهم..) الآية وعيد لقريش وضرب مثل لهم بمن سلف من الأمم المعذبة المكذبة لأنبيائها.
وقوله سبحانه: (وإذ قال إبراهيم) المعنى: واذكر إذ قال إبراهيم لأبيه وقومه (أنني براء مما تعبدون) أي فافعل أنت فعله وتجلد جلده و (براء) صفة تجري على الواحد والاثنين والجمع كعدل وزور وقرأ ابن مسعود " برئ ".
وقوله " الا الذي فطرني " قالت فرقة الاستثناء متصل وكانوا يعرفون الله ويعظمونه الا انهم كانوا يشركون معه أصنامهم فكان إبراهيم قال لهم انا لا أوافقكم الا على عبادة الله الذي فطرني وقالت فرقة الاستثناء منقطع والمعنى لكن الذي فطرني هو معبودي الهادي المنجي من العذاب وفي هذا استدعاء لهم وترغيب في طاعة الله وتطميع في رحمته.
والضمير في قوله: (وجعلها كلمة...) الآية قالت فرقة هو عائد على كلمته بالتوحيد في قوله (إنني براء) وقال مجاهد وغيره المراد بالكلمة لا إله إلا الله وعاد عليها الضمير وان كان لم يجر لها ذكر لان اللفظ يتضمنها والعقب الذرية وولد الولد ما امتد فرعهم.