تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٥ - الصفحة ١٥٦
وقوله تعالى: (من كان يريد حرث الآخرة) معناه إرادة مستعد عامل لا إرادة متمن مسوف والحرث في هذه الآية عبارة عن السعي والتكسب والاعداد.
وقوله تعالى: (نزد له في حرثه) وعد متنجز قال الفخر وفي تفسير قوله (نزد له في حرثه) قولان:
الأول: نزد له في توفيقه واعانته وتسهيل سبيل الخيرات والطاعات عليه وقال مقاتل نزد له في حرثه بتضعيف الثواب قال تعالى: (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) [فاطر: 30] انتهى وقوله (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) معناه ما شئنا منها ولمن شئنا فرب ممتحن مضيق عليه حريص على حرث الدنيا مريد له لا يحس بغيره نعوذ بالله من ذلك وهذا الذي لا يعقل غير الدنيا هو الذي نفى أن يكون له نصيب في الآخرة.
وقوله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) " أم " هذه منقطعة لا معادلة وهي بتقدير " بل " وألف الاستفهام والشركاء في هذه الآية يحتمل أن يكون المراد بهم الشياطين والمغوين من أسلافهم ويكون الضمير في (لهم) للكفار المعاصرين لمحمد عليه السلام فالاشتراك ههنا هو في الكفر والغواية وليس بشركة الاشراك بالله ويحتمل أن يكون المراد بالشركاء الأصنام والأوثان على معنى: أم لهم أصنام جعلوها شركاء لله في ألوهيته ويكون الضمير في (شرعوا) لهؤلاء المعاصرين من الكفار ولآبائهم والضمير في (لهم) للأصنام الشركاء و (شرعوا) معناه أثبتوا ونهجوا ورسموا و (الدين) هنا العوائد والأحكام والسيرة ويدخل في ذلك أيضا المعتقدات السوء لأنهم في جميع ذلك وضعوا أوضاعا فاسدة وكلمة الفصل هي ما سبق من قضاء الله تعالى بأنه يؤخر عقابهم للدار الآخرة والقضاء بينهم هو عذابهم في الدنيا ومجازاتهم.
وقوله تعالى: (ترى الظالمين) هي رؤية بصر و (مشفقين) حال وليس لهم في هذا الاشفاق مدح لأنهم انما أشفقوا حين نزل بهم وليسوا كالمؤمنين الذين هم في الدنيا مشفقون من أمر الساعة كما تقدم وهو واقع بهم.
(١٥٦)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة يس 5
2 سورة الصافات 22
3 سورة ص 54
4 سورة الزمر 78
5 سورة غافر 103
6 سورة فصلت 125
7 سورة الشورى 148
8 سورة الزخرف 172
9 سورة الدخان 194
10 سورة الجاثية 204
11 سورة الأحقاف 212
12 سورة محمد 228
13 سورة الفتح 248
14 سورة الحجرات 267
15 سورة ق 280
16 سورة الذاريات 296
17 سورة الطور 309
18 سورة النجم 321
19 سورة القمر 336
20 سورة الرحمن 345
21 سورة الواقعة 360
22 سورة الحديد 377
23 سورة المجادلة 397
24 سورة الحشر 406
25 سورة الممتحنة 416
26 سورة الصف 424
27 سورة الجمعة 428
28 سورة المنافقون 434
29 سورة التغابن 438
30 سورة الطلاق 443
31 سورة التحريم 450
32 سورة الملك 455
33 سورة القلم 463
34 سورة الحاقة 473
35 سورة المعارج 481
36 سورة نوح 488
37 سورة الجن 493
38 سورة المزمل 500
39 سورة المدثر 509
40 سورة القيامة 519
41 سورة الانسان 527
42 سورة المرسلات 536
43 سورة النبأ 541
44 سورة النازعات 547
45 سورة عبس 551
46 سورة التكوير 555
47 سورة الانفطار 559
48 سورة المطففين 562
49 سورة الانشقاق 567
50 سورة البروج 571
51 سورة الطارق 574
52 سورة الأعلى 577
53 سورة الغاشية 582
54 سورة الفجر 585
55 سورة البلد 590
56 سورة الشمس 594
57 سورة الليل 598
58 سورة الضحى 601
59 سورة الشرح 604
60 سورة التين 606
61 سورة العلق 608
62 سورة القدر 611
63 سورة البينة 613
64 سورة الزلزلة 615
65 سورة العاديات 618
66 سورة القارعة 621
67 سورة التكاثر 622
68 سورة العصر 625
69 سورة الهمزة 626
70 سورة الفيل 627
71 سورة قريش 629
72 سورة الماعون 630
73 سورة الكوثر 632
74 سورة الكافرون 634
75 سورة النصر 635
76 سورة المسد 636
77 سورة الاخلاص 638
78 سورة الفلق 640
79 سورة الناس 642