ومعنى " أمين " على وحي الله ورسالاته. وقال أبو صالح: أمين على أن يدخل سبعين سرادقا من نور بغير إذن.
قوله [عز وجل]: (وما صاحبكم بمجنون) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، والخطاب لأهل مكة. قال الزجاج: وهذا أيضا من جواب القسم، وذلك [أنه] أقسم أن القرآن نزل به جبريل، وأن محمدا ليس بمجنون كما يقول أهل مكة.
قوله تعالى: (ولقد رآه بالأفق المبين) قال المفسرون: رأى محمد [صلى الله عليه وسلم] جبريل على صورته بالأفق. وقد ذكرنا هذا في سورة النجم.
قوله [عز وجل]: (وما هو) يعني: محمدا [صلى الله عليه وسلم] (على الغيب) أي: على خبر السماء الغائب عن أهل الأرض (بضنين) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ورويس " بظنين " بالظاء، وقرأ الباقون بالضاد. قال ابن قتيبة: من قرأ بالظاء، فالمعنى ما هو بمتهم على ما يخبر [به] عن الله، ومن قرأ بالضاد، فالمعنى: ليس ببخيل عليكم بعلم ما غاب عنكم مما ينفعكم، وقال غيره: ما يكتمه كما يكتم الكاهن ليأخذ الأجر عليه.
قوله [عز وجل]: (وما هو) يعني: القرآن (بقول شيطان رجيم) قال مقاتل: وذلك أن كفار مكة قالوا: إنما يجيء به الشيطان، فيلقيه على لسان محمد.
قوله [عز وجل]: (فأين تذهبون؟) قال الزجاج: معناه: فأي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بينت لكم؟ قوله (إن هو) أي: ما هو، يعني: القرآن (إلا ذكر للعالمين) أي: