ثم يعودون لما قالوا يريد أن يغشى بعد قوله فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فدعاه إليه نبي الله (ص) فقال: هل تستطيع أن تعتق رقبة؟ قال: لا قال: أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: إنه إذا أخطأه أن يأكل كل يوم ثلاث مرات يكل بصره قال: أتستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ قال: لا، إلا أن يعينني فيه رسول الله (ص) بعون وصلاة، فأعانه رسول الله (ص) بخمسة عشر صاعا، وجمع الله له أمره، والله غفور رحيم.
26110 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي حمزة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان الرجل إذا قال لامرأته في الجاهلية: أنت علي كظهر أمي حرمت في الاسلام، فكان أول من ظاهر في الاسلام أوس بن الصامت، وكانت تحته ابنة عم له يقال لها خويلة بنت خويلد وظاهر منها، فأسقط في يديه وقال: ما أراك إلا قد حرمت علي، وقالت له مثل ذلك، قال: فانطلقي إلى رسول الله (ص) قال: فأتت رسول الله (ص)، فوجدت عنده ماشطة تمشط رأسه، فأخبرته، فقال: يا خويلة ما أمرنا في أمرك بشئ، فأنزل الله على رسول الله (ص)، فقال: يا خويلة أبشري، قالت: خيرا، قال: فقرأ عليها رسول الله (ص): قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله... إلى قوله: فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا قالت: وأي رقبة لنا، والله ما يجد رقبة غيري، قال: فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قالت: والله لولا أنه يشرب في اليوم ثلاث مرات لذهب بصره، قال: فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا قالت: من أين؟ ما هي إلا أكلة إلى مثلها، قال: فرعاه بشطر وسق ثلاثين صاعا والوسق ستون صاعا فقال: ليطعم ستين مسكينا وليراجعك.
26111 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله... إلى قوله: فإطعام ستين مسكينا، وذلك أن خولة بنت الصامت امرأة من الأنصار ظاهر منها زوجها، فقال: أنت علي مثل ظهر أمي، فأتت رسول الله (ص) فقالت: إن زوجي كان تزوجني، وأنا أحب، حتى إذا كبرت ودخلت في السن قال: أنت علي